مازالت حرب العرض والطلﺐ بين المستهلك ووكالات السيارات في السعودية تراوح مكانها، فرغم اتضاح الرؤية نوعا ما وميلها لما ظل يردده الوسطاء حول حتمية التخفيض، ما زال كثير من الوسطاء ينفون هذه المزاعم رغم تصرفاتهم الدالة على ذلك والمتمثلة في حملاتهم الإعلانية الضخمة التي تكتظ بها وسائل الإعلام والشوارع التي تتضمن الإعلان عن تسهيلات الشراء والسداد وخصومات تصل إلى 30 في المئة على الشراء النقدي وعروض التقسيط بنفس السعر النقدي وغيرها من العروض، وهو ما يؤكد ﺃن سوق السيارات السعودية تمر بأقسى فتراتها وﺃن هناك تراجعا واضحا في الأسعار رغم محاولات التغطية المستمرة من جانﺐ الوكلاء؛ خوفا من هذا الكابوس. ووصف بعض المراقبين تصرفات بعض الوكلاء بالمكابرة والتهرب في محاولة منهم لتضليل الرﺃي العام من خلال رفع ﺃسعار موديلات 2009 بمقدار 10 في المئة، متعللين بالأكسسوارات المضافة إليها رغم ﺃن نفس الماركات سجلت انخفاضا يفوق 03 الفي المئة عالميا، ولجأ بعضهم لحيل ﺃخرى مثل التكتل ضد المستهلكين مع عدم إتاحة الفرصة للثغرات (التخفيض)، حيث عقد ثمانية منهم اجتماعا بجدة هذا الأسبوع تناولوا فيه آليات المقاومة ولو المؤقتة التي تهدف لعدم تسجيل تراجعات كبيرة عن ﺃرقام الأرباح المعتادة وتصريف مخزونهم من موديلات 2008 بالسعر الذي يرغبونه، واللجوء لأساليﺐ دعائية وترويجية كتبرير بقاء ﺃسعار المخزون دون تخفيض، على اعتبار ﺃن التعاقد على الأسعار تم قبل الأزمة الأخيرة. ويشير عبداﷲ الزبير (محرر إعلام سيارات) إلى خطورة تجاهل الوكلاء لتأثير الأزمة في السوق المحلية ومحاولاتهم عدم الاستجابة لإملاءات السوق المحلية والعالمية، واصفا محاولاتهم ب(تغطية ضوء الشمس بمنخل). ويضيف: "المشكلة الكبرى ﺃن مخزونهم سيبقى وستضاف إليه موديلات جديدة" مبديا خشيته (ساخرا) من ﺃن يصبح ﺃسلوب البيع الأمثل لديهم (اشترِ سيارة جديدة ونمنحك ﺃخرى مجانية من المخزون). ويراهن محمد الوادعي (تاجر سيارات منذ 3 عقود) على ﺃن موديلات 2008 ستصبح وبالا على التجار في ظل زحف الموديلات الجديدة، وقد تشكل خسارة كبيرة إلى ﺃن يتم التخلص منها بالسرعة المطلوبة والتسليم بما سلمت به كل دول العالم بما فيها المصنعون. وﺃرجع محللون اقتصاديون معنيون بسوق السيارات والتصدير انخفاض الأسعار، لبحث المصنعين عن السيولة خارج الحدود وخاصة في السوق السعودية؛ بسبﺐ الأزمة وهو ما يدفعها لإجبار الوكلاء على قبول التخفيض. ويقول غسان كحيل (تاجر سيارات ﺃمريكية مستعملة: ) "هناك عامل آخر سيكون حاسما في الشهور المقبلة وهو (المستعمل الأمريكي) الذي شهد في العقدين الأخيرين إقبالا كبيرا في السعودية" مطالبا المستهلكين بنظرة ﺃكثر واقعية حتى يجعلوا منه بديلا مفضلا، خاصة ﺃن سعره سينخفض انخفاضا مركبا لحاجة البائع الأمريكي. وﺃوضح فايز السلمي (وسيط سيارات) بمعارض الجوهرة بجدة، ﺃن محاولات الوكلاء للإبقاء على ﺃرباحهم الكبيرة، ستنتهي خلال ﺃربعة ﺃشهر، لافتا إلى ﺃن المستهلك سينتظر وسيلعﺐ لعبة الوقت؛ لأنه يدرك المعادلة جيدا، كما ﺃنه لم يعد يتحمل ﺃسعارا مرتفعة ومديونيات وﺃقساطا بعد ﺃن ﺃصبحت اللعبة في يده. ﺃما (ع. سيف) وهو خبير قروض شخصية بأحد البنوك الكبرى، فيرى ﺃن ما سيجري بالضبط هو ﺃن الوكلاء والتجار سيلجؤون للبيع بالتقسيط خاصة ﺃن سوق التقسيط ستضمن للوكيل هامش الربح الذي يريده ولو بعد حين.