يعاني مصنعو ومستثمرو الذهﺐ السعوديون شحا واضحا في السبائك بعد ﺃن عمد ﺃحد البنوك المحلية، الذي يحتكر تو ر يد ا لسبا ئك في السعودية، إلى تقليل الحصص المقررة للتجار بمقدار 50 في المئة منذ ثلاثة ﺃسابيع حتى الآن. وﺃكد عدد من هؤلاء المستثمرين ﺃن البنك عزا تصرفه إلى عدم وجود كميات واحتياطات قادرة على تلبية الطلﺐ المتزايد في الأسواق المحلية. وقال محمد النمر (مستثمر) إن التحولات الكبيرة وانخفاض ﺃسعار مختلف العملات والسندات وكذلك سعر النفط في الأسواق العالمية، كل هذه العوامل ﺃحدثت تحولا كبيرا في الطلﺐ على المعدن الأصفر؛ الأمر الذي انعكس بصورة مباشرة على القدرة على توفير السبائك المطلوبة لتغذية الطلﺐ المتزايد للمصانع والورش في السعودية. وﺃضاف "ﺃزمة السبائك ليست مقتصرة على سوقنا وحدها، بل هناك كثير من الأسواق العالمية ظلت تعاني ظروفا مشابهة لما نعانيه نحن حاليا ولفترة طويلة من الزمن؛ الأمر الذي ﺃدى إلى حرمان كثير من التجار والمصانع من الحصول على الكميات المطلوبة". واستطرد "الزيادة الكبيرة التي شهدها الطلﺐ على السبائك ناجمة عن تحول كثير من المستثمرين للاستثمار في الذهﺐ باعتباره الملاذ الآمن في جميع الأوقات"، معتبرا تماسك المعدن الأصفر رغم تراجع النفط والعملات دليلا على قدرة الذهﺐ على الصمود في وجه التيار الجارف؛ حيث يبلغ السعر حاليا 745 دولارا للأونصة الواحدة، لافتا إلى ﺃن السعر الحالي يعتبر مشجعا لكثير من المناجم العاملة في صناعة الذهﺐ؛ إذ تقدر تكلفة الأونصة الواحدة بما بين 280 003 و دولار، بينما يتجاوز السعر الحالي في البورصة هذه التكلفة بكثير، وهو ما يشجع المناجم على مواصلة العمل للحصول على مكاسﺐ مالية معتبرة، ولاسيما ﺃن المعدن الأصفر ﺃثبت قدرته على مواجهة الأزمات وعدم التأثر بما يجري حاليا في الأسواق العالمية. إلى ذلك ﺃوضح عبدالخالق الناصر (صاحﺐ مصنع) ﺃن سعر سبيكة الذهﺐ (ﺃلف جرام) يبلغ 90 ﺃلف ريال، فيما يبلغ سعر الذهﺐ المستعمل 77 ﺃلف ريال للكيلو. مشيرا إلى ﺃن مصانع الذهﺐ تفضل استخدام سبائك الذهﺐ على إعادة صهر وتشكيل الذهﺐ المستعمل؛ نظرا إلى سهولة استخدام السبائك؛ ما يقلل من ا لتكلفة ا لإ نتا جية. مؤكدا ﺃن المصانع تواجه صعوبة في الحصول على السبائك المطلوبة خلال الفترة الجارية، ولاسيما ﺃن المصانع تسابق الزمن لطرح الموديلات الجديدة مع اقتراب موسم الحج وعيد الأضحى المبارك الذي تشهد فيه سوق الذهﺐ نشاطا مكثفا بحكم دخول ﺃعداد كبيرة من الحجاج إلى البلاد. وﺃضاف "الأجواء الآن تبشر بالخير خلال الفترة المقبلة، خاصة ﺃن السعر الحالي يعتبر منخفضا قياسا بالنصف الأول من العام الجاري الذي وصل فيه سعر الذهﺐ إلى 1030 دولارا للأونصة، وبالتالي فإن البعض عمد إلى بيع الذهﺐ القديم بسعر مرتفع؛ الأمر الذي منحهم قدرة إضافية على تعويض خسائرهم بالأسعار الجديدة المنخفضة نسبيا". وتابع "الطلﺐ في الفترة الجارية يتمحور على المشغولات الذهبية الخفيفة مثل (الأساور والأطقم)، وهذه تتراوح ﺃسعارها ما بين 90 001 و ريال للجرام". وﺃوضح عبداللطيف الناصر (تاجر) ﺃن محال الذهﺐ بدﺃت فعلا في التعاقد مع المصانع للحصول على الموديلات الجديدة تمهيدا لطرحها خلال الأيام المقبلة التي تشهد حركة مكثفة تسعى معها كافة المحال لاقتناص الفرص المتاحة، وإن كانت حركة الطلﺐ خلال موسم الحج تتمركز على الديار المقدسة بصورة ﺃكبر عطفا على وجود ﺃكثر من مليونَي حاج قادمين لأداء فريضة الحج.