الكثير يضع قوانين ودساتير من ﺃجل تحقيق، العدل والقليل يعلم ﺃن العدل الإنساني هو عدل، ناقص حتى وإن زعم البعض ﺃنهم يطبقون الشريعة الإسلامية كما، هي وهذا غير، دقيق ففي النهاية كل يرى الشريعة الإسلامية من منظوره، هو ومن تفسيره، هو وهذا ما جعل الكثير يختلفون في ﺃمور الدنيا (ﺃعني ﺃمور) الحياة. ﺃذكر ذات مرة ﺃني كنت مع واحد ممن ﺃضافوا لي رؤية، وحكمة وهذا الواحد وللأسف لم ﺃعد ﺃلتقي، به وكنت في ثورة الشباب ﺃتشدق: قائلا العدل واضح ولا غبار، عليه فسألني: معلمي كيف هو واضح؟ لم ﺃجد إجابة واضحة ومقنعة سوى كلام، عام وكان مفاده لابد ﺃن نحارب الظلم. فأكد لي ﺃنه لابد ﺃن نحارب، الظلم وﺃول ظلم نحاربه ظلمنا، لأنفسنا وإن انتهينا من ظلمنا، لأنفسنا نحاول إصلاح الآخر، والعالم وإن لم نجد وقتا، لذلك فإنه يكفي ﺃننا ﺃصلحنا ﺃنفسنا وفقد العالم شريرا وإلى الأبد. ثم: قال تخيل لو ﺃنك تمشي في، شارع فرﺃيت رجلا يركل شابا في، وجهه والدم ينزف من وجه هذا، الشاب ومع هذا الرجل ما زال، يضربه ما الذي ستقوله؟ : ﺃجبته سأقول هذا ظلم. ﺃصدرت المحكمة الجزئية بجدة حكما بحق نيجيريينِ من عصابة (ﺃفارقة الدولار) الأسود بعد ﺃن ﺃدانتهما بالنصﺐ والاحتيال على ﺃحد المقيمين، الباكستانيين وجاء الحكم بسجن الأول (44) سنة لمدة عام ونصف وجلده (500)، جلدة وسجن الثاني (35) عاما لمدة ستة ﺃشهر وجلده 200 جلدة وذلك في الحق، العام فيما تضمن حكم الحق الخاص إعادة المبلغ، لصاحبه كما صدرت موافقة محكمة التمييز على الحكم ليصبح نافذا من، تاريخه وكان ﺃحد المقيمين الباكستانيين قد رفع الدعوى على نيجيريين تعرض منهما للنصﺐ والاحتيال حيث ﺃوهماه بمقدرتهما على تحويل 21 ﺃلف ريال إلى 21 ﺃلف دولار وطلبا منه الحضور في شقة يسكنانها في حي، البلد وبالفعل حضر الباكستاني ومعه ابنه : فتابع لو ﺃسر إليك شخص ما كان يقف بجانبك ويعرف ﺃكثر منك القضية فقال: لك إن ذاك الرجل قبض على هذا الشاب وهو يعاكس ﺃخته؛ لهذا هو يضربه، بعنف كيف سترى الصورة؟ ﺃكدت له وبسذاجة ﺃنني: سأقول () يستاهل. : قال ماذا لو عرفت ﺃن هذا الشاب لا، يعاكس وﺃنه يحﺐ تلك، الفتاة وهي تحبه ويريد ﺃن يتزوجها لكنه، فقير ولا يملك مالا ليتزوج؟ بدت سذاجة آرائي، السابقة فقلت: بخجل سأتعاطف مع الشاب والرجل الغاضﺐ، والفتاة وسأتهم المجتمع لأنه لم يحاول قتل الفقر. ابتسم معلمي: وقال كيف هو العدل، واضح وﺃنت حكمت في قصة واحدة بثلاثة ﺃحكام متناقضة؟ لم ﺃجﺐ: فأكمل إن الاعتقاد ﺃن العدل، واضح يعني تخلي العقل عن محاولة، الفهم وحين يركن العقل، للهدوء فلن يتطور العدل مادام عقل الإنسان، راكدا فالعدل في هذه الحياة ما هو إلا عدل، بشري كل منا يرى العدل بشكل، ما وكل جيل يرى العدل بطريقة، ما ففيما مضى كانت معاقبة الأبناء بالضرب وبقسوة ﺃمرا جيدا وعادلا لأنك تصنع في النهاية رجلا. الآن وبعد تطور، العقل اكتشفنا ﺃن ذاك الضرب الذي كان عادلا ويصنع، رجالا ما هو إلا ظلم، بين ويصنع ﺃشخاصا خانعين، وضعفاء ومضطربين نفسيا. لهذا علينا ﺃن نسأل ﺃنفسنا دائما ما العدل؟ وكيف يمكن جعله يتطور؟ وهل ما نقوم به ﺃمر يصﺐ في مصلحة، العدل ﺃم هو ظلم كنا نراه فيما مضى عدلا؟ ﺃكبر مأزق يواجه ﺃفراد المجتمع.. ﺃي، مجتمع ويعطل تقدمه، وتطوره هو تخليه عن طرح سؤال "ما العدل"؟ ، واعتقاده (ﺃي) المجتمع ﺃنه، عادل وﺃن ﺃخلاقياته لا تحتاج لإعادة، النظر وﺃنه هو العادل الوحيد فيما العالم ظالم ولا، ﺃخلاقي، ومنحرف مع ﺃن المجتمع ينحرف عن مساره وتطوره حين يكف عن سؤال نفسه "ما العدل؟ وكيف يمكن تحقيقه"؟