انطلقت () متسولا من إحدى الصيدليات الكبرى فمنها اشتريت () عكازا، وجبيرة، لليد ﺃما ثوبي فقد لطخته بالقليل من، المشروبات كل هذا من ﺃجل ﺃن تتم مهمتي بغاية () الدقة. بعد ﺃن (تلبست) الدور توجهت مباشرة إلى الميدان حيث ال(سوبر) ماركت التي وجدت فيها عاملا، ﺃجنبيا قلت: له "صدقة لوجه" اﷲ. فرفض: قائلا "اخرج من هنا فلدينا" زبائن. لأرفض، الخروج وبعد إلحاح شديد () تكرم بريال واحد ونظرة كأنه من خلالها يرجوني ﺃن ﺃرحل بعدما بت ﺃمثل علامة () تشويه لمحله هذا. ﺃخرج من هذا المحل وقد لاحظت ﺃحد الشباب السعوديين توجهت إليه على الفور طالبا، عطفه فأنا لا ﺃملك في هذا الشهر الفضيل ما يسد حاجتي وحاجة، ﺃبنائي هكذا ﺃقنعته ليعطيني خمسة ريالات على عجل ليتوقف فجأة ويلتفت إلي بطريقة ﺃربكتني نوعا ما وهو يتساءل (ﺃنت سعودي؟ )! على الفور ﺃجبته بالنفي منتحلا من جهته يقول ﺃحمد بن حميد المحمادي مدير مكتﺐ مكافحة التسول بمحافظة جدة بالنيابة عن جهود: إدارته "المكتﺐ يوجه حملاته الميدانية على مختلف ﺃنحاء مدينة جدة ويركز على الإشارات المرورية والمراكز التجارية، والأسواق وقد قبض المكتﺐ على ﺃربعة متسولين سعوديين 931 و متسولا ومتسولة غير سعوديين خلال شهر، رجﺐ كما تم القبض على 205 متسولين ومتسولات عدة لهجات لا علاقة لها بالسعودية ليتأمل ثوبي: ويقول "ﺃستغرب من شحاذ يلبس ثوبا تصل قيمته إلى 200" ريال هنا شعرت بضيق الأرض من تحتي لأهمس له بجملة "دعك منا فإننا في قلﺐ مهمة" خاصة. على الفور تبدل حال هذا الشاب لأدرك ﺃنه استقبل، الرسالة ولكن بشكل خاطئ إذ ظن ﺃننا من (جهة حكومية) ﺃخرى. ﺃتجه الآن ﺃنا وزميلي المصور نحو تلك الإشارة التي اشتهرت بكثرة المتسولين من، حولها نقف على مسافة قصيرة منها لأنزل متجها إليها. ما إن وقفت حتى لاحظت ذاك الإفريقي يرمقني بنظرات استهجان، شديدة ك ان مفتول، العضلات عريض، المنكبين طويل القامة. حاولت ﺃن ﺃمتص غضبه بطلﺐ مساعدته لي وقد ظهرت على وجهي ملامح، البراءة لم تكن النتيجة كما توقعت إذ وجه لي (تهديدا) مباشرا وهو: يقول "إما ﺃن ترحل من، هنا ﺃو ﺃن تتحمل ما ستراه" منا. هل هذا الإفريقي متسول؟ ! ﺃشك في هذا. فوجوده له علاقة بما هو (ﺃكبر من) تسول هكذا شعرت (من) قلقه وﺃنا ﺃرحل عنه مفضلا السلامة على الدخول مع رجل بدا وكأنه (قاتل) مأجور. إلى إشارة ﺃخ رى كانت، وجهتي عند هذه الإشارة لاحظت ردود فعل، الناس وآلية تعاملهم مع، المتسولين فمنهم من يتجاهلك بمجرد مرورك بالقرب من، نافذته والبعض يلتفت إلى الجهة الأخرى وكأن شيئا لم، يكن والبعض الآخر يشعرك ب()مكانتك وهو يخرج لك مبلغا، زهيدا هنا قدم لي ﺃحدهم مبلغ عشرة، ريالات دخل هذا الرجل (موسوعتي) التسولية بلقﺐ (ﺃكبر) مبلغ حتى هذه، اللحظة ولماذا هذا المبلغ؟ ! لأنه رمقني بنظرة خاطفة ليرى، عكازي وتلك الجبيرة التي حملت، يدي والأهم من كل هذا وذاك () وجهي البائس الذي تأمله وقد شعر بمأساتي () المزيفة. هنا فقط ﺃدركت ﺃن العاطفة تلعﺐ دورا كبيرا في هذه المهنة.