وضع الهلال «قدمه» على نهائي كأس ولي العهد كأول طرفي النهائي المرتقب، قبل مدلولات تحديد الطرف الآخر عبر مواجهة جدة بين الأهلي والاتفاق. قبل أن تبدأ المواجهة الثانية، مالت المؤشرات نحو الأهلي أكثر، ونطقت المباراة عبر أحداثها بلغة «القلعة»، حينما أهدر معظم الأهلاويين الأساسيين والبدلاء عشرات الفرص المحققة، قبل أن يقتنص الاتفاق التأهل بفرص محدودة جدا. من منظور بعض المراقبين، ومعهم عدد من جماهير الأندية المناوئة للهلال، أن مجرد حضور الأهلي في النهائي بعد صعود الهلال، يمكن أن يوقف الحالة الاحتكارية لألقاب «الكأس» في أربع مرات متتالية بالمواسم الأربعة الأخيرة، ولهم في دلائل صدارة سباق الدوري الكثير من الإثباتات. لهذا يعتقد أهل ذلك المعسكر الراغب في تجميد الاحتكار «الأزرق»، أن الأهلي منح الهلال أفضلية الحصول على الكأس الخامسة على التوالي باكرا، مع إطلاق الحكم الروماني صافرة نهاية مباراته مع الاتفاق. هذه المرئيات «العاطفية» التي سادت قبل وأثناء وبعد مباراة أمس الأول، عبر حواريات المنتديات والمواقع الاجتماعية الإلكترونية والديوانيات وغيرها، لم يكن مستفيدها الأكبر الهلال فقط، وإنما لاعب وسطه محمد الشلهوب؛ لأنه الأكثر حصولا على لقب كأس ولي العهد من بين جميع نجوم الكرة السعودية عبر التاريخ، حيث شارك في صناعة ثماني كؤوس من بين عشرة ألقاب للهلال في المسابقة منذ تأسيسها. الشلهوب الذي شارك في حصول الهلال على الكأس في 2000 و2003 و2005 و2006، بالإضافة للأربعة مواسم الأخيرة على التوالي «من 2008 إلى 2011»، لديه الفرصة للحصول على الكأس التاسعة، خلال 13 موسما مع الفريق الأزرق الأول، منذ صعوده إليه في العام 2000 من درجة الشباب. الحصول على الكأس التاسعة، يعني إضافة البطولة رقم 18 للشلهوب مع الهلال، حيث تسجل له تسع بطولات رسمية أخرى، هي: الدوري «ثلاث مرات»، دوري أبطال آسيا «مرتان»، كأس فيصل «مرة»، السوبر الآسيوي «مرة»، كأس الكؤوس العربية «مرة»، والنخبة العربية «مرة». ولعل هذا الرقم سينجز معادلة مستحقة لرقم بطولات محمد نور مع الاتحاد، الذي توقف معه منذ عامين تقريبا، بعد إحراز الاتحاد لكأس خادم الحرمين للأبطال في 2010. نور الغائب يراقب ترنح فريقه، الذي منح أفضلية الصعود الخامس للهلال، وبالتالي أعطى الشلهوب فرصة عمره.. هل يفعلها «القصير الوديع» ويسجل رقما للتاريخ؟