تدق ساعة الحقيقة أمام المنتخب المغربي لكرة القدم اليوم عندما يلاقي الجابون في ليبرفيل ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة ضمن نهائيات كأس أمم إفريقيا التي تستضيفها الأخيرة مع غينيا الاستوائية حتى 12 فبراير المقبل. فبعد خسارته المباراة الأولى أمام تونس 1-2، يدرك «أسود الأطلس» أن أي تعثر جديد يعني خروجهم خاليي الوفاض وهم الذين يمنون النفس بتخطي الدور الأول لتأكيد عودتهم اللافتة إلى الساحة القارية بعدما غابوا عن النسخة الأخيرة في أنجولا وتكرار إنجاز عام 2004 على الأقل عندما بلغوا المباراة النهائية وخسروها أمام تونس المضيفة 1-2 أيضا. الأكيد أن المنتخب المغربي بحاجة أمام الجابون إلى تلك الروح القتالية واللعب المنظم والمستوى الرائع الذي مكنهم من التغلب على المنتخب الجزائري برباعية نظيفة في التصفيات في مراكش وخطوا على إثره خطوة كبيرة نحو بلوغ نهائيات النسخة الحالية بعدما كانوا في وضع حرج، وهو ما أكده أغلب اللاعبين في اليومين الأخيرين من خلال الحماس الكبير الذي دب في نفوسهم في المعسكر التدريبي. وغاب خمسة لاعبين عن الحصة التدريبية لمنتخب المغرب أمس الأول لأسباب مختلفة أبرزها إصابة الحارس الاحتياطي الثالث عصام بادة بالملاريا، ومهاجم أرسنال الإنجليزي مروان الشماخ بتسمم غذائي. وقال طبيب المنتخب المغربي عبدالرزاق هيفتي إن حارس مرمى الفتح الرباطي بادة أصيب بالملاريا ولكنه تعافى من هذا المرض. وأضاف: «تدهورت حالة بادة الثلاثاء ونقل إلى المستشفى العسكري، حيث تلقى العلاجات الضرورية، وقد تعافى الآن بنسبة 80 % ويوجد تحت رعايتنا بالفندق الذي نقيم فيه»، مشيرا إلى أنه استأنف التدريبات أمس. وبخصوص الشماخ، قال هيفتي: «إنها وعكة صحية بسيطة لا تدعو إلى القلق، أصيب بتسمم غذائي وهو أمر عادي بالنسبة إلى اللاعب كون النظام الغذائي تغير بشكل كبير هنا في ليبرفيل»، مضيفا: «أن الجهازين الطبي والفني قررا إراحته خصوصا وأنه لم ينم ليلة أمس؛ بسبب ارتفاع درجة الحرارة». أما اللاعبون الثلاثة الذين غابوا أيضا فهم مدافع أودينيزي المهدي بنعطية؛ بسبب إصابة خفيفة في الركبة، ومدافع بورصا سبور التركي ميكايل بصير لإصابة في كاحله تعرض لها في المباراة أمام تونس، ومهاجم هيرينفين الهولندي أسامة السعيدي؛ بسبب معاودة الآلام في وتر أخيل «وهي الإصابة التي كان يعاني منها قبل النهائيات وكادت تحرمه من المشاركة فيها» بحسب هيفتي. وأوضح أن «حالة اللاعب كما باقي زملائه لا تدعو إلى القلق». في المقابل، لن يكون المنتخب الجابوني لقمة سائغة أمام أسود الأطلس وهو يدخل المواجهة بمعنويات عالية بعد فوزه المستحق على النيجر، فضلا عن كونه تفوق على المغرب في المباراتين الأخيرتين، بينهما في التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا في انجولا وكأس العالم في جنوب إفريقيا 2010 «2-1 ذهابا في الدارالبيضاء و3-1 إيابا في ليبرفيل». وقال مدربه الألماني جيرنوت روهر: «قطعنا خطوة كبيرة بالفوز على النيجر في المباراة الأولى، لكن الخطوة الأصعب والأهم ستكون أمام المغرب وتونس، إنهما منتخبان كبيران، بيد أن الفوز على النيجر منحنا ثقة أكبر». وأضاف: «نسينا الفوز على النيجر ونركز حاليا على المغرب وستكون مواجهته حاسمة؛ لأنه يدرك جيدا أنه في حال الخسارة سينتهي مشواره وبالتالي سيلعبون من أجل الفوز ما سيصعب مهمتنا أمامهم». وكان المنتخبان قد التقيا عشر مرات حتى الآن، وتميل الكفة إلى المغرب بستة انتصارات بينها اثنان في ليبرفيل، مقابل أربعة انتصارات للجابون بينها اثنان أيضا في المغرب. تونس - النيجر تخوض تونس مباراة لا تخلو من صعوبة أمام النيجر الجريحة، في لقاء يسعى من خلاله نسور قرطاج إلى الفوز الثاني على التوالي لحسم التأهل مبكرا. وتخوض تونس مباراتها أمام النيجر بتشكيلتها الكاملة باستثناء مهاجم إيفيان الفرنسي صابر خليفة الذي يعاني من إصابة في الركبة تعرض لها أمام المغرب. وأثبتت الفحوص التي خضع لها في ليبرفيل أنه يعاني من إصابة في الرباط الخارجي، لكنها ليست خطيرة بل تحتاج إلى الراحة بضعة أيام على أن يكون جاهزا للمباراة الثالثة والأخيرة أمام الجابون حسب الجهاز الطبي لنسور قرطاج. من جهة أخرى، يعاني مهاجم الترجي يوسف المساكني من إصابة بالتواء في يده اليمنى، بيد أن الجهاز الطبي أكد أن هذه الإصابة لن تحرمه من المشاركة أمام النيجر. وكان المساكني افتتح رصيده التهديفي مع منتخب بلاده عندما سجل الهدف الثاني في مرمى المغرب بعدما دخل بديلا لمهاجم ماينتس الألماني سامي العلاقي. وتكتسي مباراة اليوم أهمية كبيرة للنيجر الوافد الجديد على البطولة الذي سقط لاعبوه ضحايا الضغط الجماهيري ونقص الخبرة في المباراة الأولى أمام الجابون. ويدخل منتخب النيجر المباراة بقيادة الفرنسي رولان كوربيس الذي أشرف على حصته التدريبية أمس. وكان الاتحاد النيجري عين كوربيس مستشارا لدى جهازه الفني بقيادة المدرب المحلي هارونا دولا الذي قاد منتخب بلاده إلى إنجاز تاريخي بالتأهل إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية للمرة الأولى في تاريخه وعلى حساب منتخبين من الطراز الرفيع هما مصر حاملة لقب النسخ الثلاثة الأخيرة والرقم القياسي في عدد الألقاب «7» وجنوب إفريقيا. وكانت النيجر بدأت مشوارها في المسابقة القارية بالخسارة أمام الجابون المضيفة صفر-2 الاثنين الماضي. وبحسب مصدر مقرب من المدرب دولا في تصريح إلى وكالة فرانس برس، أكد أن الأخير أعرب عن استيائه من تدخل كوربيس في مهامه قبل مواجهة الجابون وأثناءها، مشيرا إلى أن اجتماعا جمع بين الطرفين وبعض مسؤولي الاتحاد النيجري تم خلاله تذويب الخلافات بينهما. لكن يبدو أن الاتحاد النيجري وضع الثقة في كوربيس بدلا من دولا الذي اختير أفضل مدرب في القارة السمراء العام الماضي. يذكر أن تونس والنيجر التقيا مرة واحدة فقط وكانت ودية في 17 مارس عام 1994 وانتهت بفوز نسور قرطاج 4-2 في تونس .