عزا عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى الشيخ الدكتور عادل باناعمة تغييب إنتاج أدب إسلامي رفيع المستوى إلى تضييق دائرة الإبداع لدى الناشئة، مشيرا إلى أن الناشئ الموهوب في البيئة الإسلامية يتشكل لديه تصور بأن الإبداع الأدبي يجب ألا يخرج عن قضايا الأمة فحسب، وبالتالي يحبس نفسه في هذه الدائرة، ولا يسلم حينها من التكرار واستنساخ النصوص الأدبية، بحيث يكاد يكون جل ما يكتبه نصا واحدا مقدما بطرائق مختلفة!! وأضاف باناعمة أن تضييق دائرة تطوير الإبداع هي كذلك تعد عقبة أمام الأدب الإسلامي المنافس وذلك من خلال إلحاح أدبيات التربية الإسلامية أحيانا على ضرورة تحصيل العلم والاشتغال بالعلم الشرعي، وأن العلم ما قاله الله وقاله رسوله وما سوى ذلك وسواس الشياطين!! وبالتالي فإن الناشئ الموهوب أدبيا يجد نفسه محاصرا بهذا الضغط ومضطرا إلى أن يشتغل بالعلم الشرعي وقضايا الفكر والتربية وربما شعر إذا صرف وقت طويلا للشعر والأدب بأنه قد أخل بميزان الأعمال وأفرط فيما لا ينبغي! ومن هنا فإن الأديب الإسلامي في مثل هذه البيئة لا يغرق في الأدب! ومن لم يغرق في الأدب فلن يشرق فيه. وشدد باناعمة على أن الشاعر يحتاج إلى أن يغوص في بحار الشعر وأوحاله أيضا ليمتلك الملكة الحقيقية ثم بعد ذلك يوجهها حيث أراد، وأما هذا الذي يمر بحياض الأدب على استحياء وخوف من تضييع الوقت فيما لا يفيد فأنى له أن يكون أديبا مبدعا.