أكد الشيخ الدكتور عادل باناعمة، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى والمتخصص في اللغة العربية والأدب، أن تضييق دائرة الإبداع في نفوس الناشئة أدى بشكل كبير إلى تدهور إنتاج الأدب الإسلامي «فالناشئ الموهوب في البيئة الإسلامية يتشكل لديه تصور بأن الإبداع الأدبي يجب ألا يخرج عن قضايا الأمة فحسب، وبالتالي يحبس نفسه في هذه الدائرة، ولا يسلم حينها من التكرار واستنساخ النصوص الأدبية، بحيث يكون جل ما يكتبه نصا واحدا مقدما بطرائق مختلفة». وعاب الدكتور باناعمة على أدبيات التربية الإسلامية انشغالها بالعلم الشرعي والاكتفاء بتحصيل المعارف الدينية دون غيرها «مع أن العلم ليس منحصرا في الكتاب والسنة، ومن الخطأ الاعتقاد أن ما يخرج عن إطار هذين المصدرين العظيمين هو من وساوس الشيطان؛ لأن هذه الفكرة تجعل الناشئ الموهوب محاصرا بهذا الضغط ومضطرا إلى الدوران في حلقة العلم الشرعي دون التفكير في المعايير الأدبية والشعرية الجميلة». ودعا باناعمة الأدباء الشباب إلى الاستغراق في قراءة الأدب والغوص في «بحر الشعر ووحله، فمن لم يغرق في بحر الشعر لن يبدع فيه، والملكة الحقيقية لن تستقيم بالمرور على استحياء من حياض الأدب والخوف مما يتوهم الكثيرون أنه مضيعة للوقت، بينما هو لا يتعارض مع تعاليم الشرع الحنيف».