عندما يكون في مقدور لاعب احتشدت «الإنسانيات» في دواخله كثيرا، خصوصا بعد تجاوزه آلام «سرطان الكبد» بعد إجراء جراحة لاستئصال الورم قبل عشرة أشهر في مارس الماضي، أن يصنع الفرح لنسبة متنامية من جماهيرية نادي برشلونة الإسباني حول العالم في قاراته الست، يكون لتلك الأفراح مذاق مختلف، خصوصا أن هناك واقعة إنسانية حدثت بالفعل قبل صناعة الفرح ب48 ساعة فقط، أو أقل. عندما بشَّر الفرنسي إريك أبيدال المتعاطفين مع «البرشا» في مساحات متزايدة من العالم، من خلال تحقيق هدف الفوز على ريال مدريد في «كلاسيكو الذهاب» في ربع نهائي كأس ملك إسبانيا، الذي جرى على أرض الريال في «سانتياجو برنابيو»، كان قد أثبت إنسانيته من خلال تحقيق زيارة لطفل يعاني من ورم سرطاني في مخه يوم الاثنين الماضي، قبل مواجهة الكلاسيكو بيومين، حين تلقى رسالة من أحد عشاق برشلونة، يخبره فيها بمرض نجله. زار أبيدال الطفل المريض، وزاره الفرح أيضا، واللاعب يصر على تقديم ساعته الفاخرة هدية للطفل. وجاء بعد الفرح ليزور مئات الملايين من جمهور «البرشا» عالميا، من خلال لحظة الانتصار في الدقيقة 77. هناك جزئيات تربط مجموعة نجوم برشلونة يدركها مدربهم ابن النادي جوسيب جوارديولا، لم يستوعبها البرتغالي جوزيه مورينيو، رغم ذكائه وامتلاكه كتيبة نجوم لا تقل قوة عن «الخط البرشلوني». من بين هذه الجزئيات، معرفة جوارديولا الاستفادة من جوانب إنسانية وصفات بشرية أخرى لبعض لاعبيه، وتوظيفها أحيانا في الإطار الفني لعدد من مبارياته الكبرى، محليا أو أوروبيا أو حتى موندياليا. لهذا السبب بالتحديد، كرر أبناء برشلونة قلب تقدُّم الريال بهدف، كما حدث في الدور الأول للدوري، إلى هزيمة «مذلة» تكفي لجرح خدود مورينيو «آليا» ردا على إعلانه البرجوازي الإغرائي لإحدى ماكينات الحلاقة الكهربائية! هزيمة مساء أمس الأول تحديدا، جاءت لتصيب «كبد» الريال والحقيقة، برسالة إنسانية عالية النبرة من «كبد أبيدال».. هل من مستوعب؟