وضع فريق برشلونة الكروي حدا لعبارات المديح والإطراء التي نالها نظيره ريال مدريد، بعدما اكتسحه، أمس الأول، بخمسة أهداف نظيفة في الجولة ال13 من منافسات الدوري الإسباني، ليبرهن على قوته، ويؤكد أن الريال الذي لم يخسر الموسم الجاري قبل هذا اللقاء، ليس بذلك الفريق العنيد وأسقطه بشكل فاضح، ليخطف صدارة الترتيب بفارق نقطتين عنه، ويكون خط هجومه ودفاعه الأقوى في البطولة أيضا. وكسر برشلونة أخيرا غرور المدرب البرتغالي خوسيه مورينيو الذي طالما انتقص من النادي «الكتالوني» واستفز جماهيره في مناسبات عدة، بعدما ألحقوا به أكبر خسارة طوال مشواره التدريبي الذي بدأ قبل قرابة ثمانية أعوام، واستطاع نظيره في برشلونة جوسيب جوارديولا التلاعب به كيفما يشاء في وقت بدا فيه مورينيو عاجزا عن تغيير الواقع الذي فرض عليه وبقي مكتوف الأيدي. وفشل ريال مدريد للمرة الخامسة على التوالي في إلحاق الهزيمة ببرشلونة، رغم أن رئيسه فلورنتينو بيريز دفع نحو 400 مليون يورو في العامين الماضيين، ولكن لاعبين مثل ليونيل ميسي وتشافي هيرناندز اللذين لم يكلفا خزائن برشلونة كثيرا وتم صقل موهبتهما في أكاديمية النادي أثبتوا بلا جدال أنهم الأكفأ. وحاول مورينيو في المؤتمر الصحفي عقب اللقاء التقليل من وقع الهزيمة بعدما ذكر أن فريقه كان يستحق إحراز هدفين على أقل تقدير، واعتبر فريقه غير محظوظ وأن قرارات الحكم غيرت بشكل جذري في النتيجة «كانت لدينا كرتان في العارضة، والحكم لم يحتسب ركلة جزاء لرونالدو». مضيفا «من السهل تحليل أسباب الخسارة، ولكن نتيجة 5/0 ليست منطقية». وأجمعت الصحف العالمية الصادرة، أمس، على أن برشلونة لم يفز على الريال بل «أذله». وكتبت صحيفة «لاجزيتا ديللو سبورت» الإيطالية في عنوانها الرئيسي «برشلونة عظيم ومورينيو مذلول» واعتبرت أن برشلونة جعل الريال أشبه بفريق متواضع يلعب في الدرجة الثانية. ومن جانب آخر وصفت جريدة «أوليه» الأرجنتينية المباراة بأنها كانت «علقة تستحق التحية» من برشلونة لريال مدريد، وقالت أن البارسا «فاز بنتيجة تاريخية بكل سهولة على الملكي وقدم الكرة التي تعجب الجماهير دون أي وجود لرونالدو». أما «الصن» البريطانية، فركزت على ميسي وكريستيانو رونالدو، وجاء في تقريرها للمباراة «ميسي يدمر رونالدو كالعادة.. النهاية جاءت بفرحة عارمة لبرشلونة وعار على الريال». مضيفة أن «مورينيو دفع ثمن تصريحاته قبل المباراة». وفيما يخص الصحافة الإسبانية قالت جريدة «ماركا» في صفحتها الرئيسية «صفعة قوية للريال»، مشيرة إلى أن البارسا «دهس خصمه» بخماسية نظيفة، ولكنها تحدثت عن وجود ركلة جزاء غير محتسبة لكريستيانو رونالدو في الدقيقة 38. ووضعت صحيفة «إس» الرياضية عنوانا مشابها، حيث قالت «لكمة قوية في وجه مورينيو»، وانتقدت عدم قدرة الريال على الوصول لمرمى خصمه في الحصة الثانية سوى مرة واحدة، ولم تبخل جريدة «سبورت» الموالية لبرشلونة، في امتداح فريقها حيث وصفت الانتصار الكبير للنادي الكتالوني في صدر صفحتها الرئيسية بأنه كان بمثابة «نشوة كرة القدم» التي جاءت في ملعب كامب نو. وتهكمت الجريدة على عدم ظهور رونالدو في المباراة بمستوى جيد وقالت «إن المرة الوحيدة التي ظهر بها كانت حينما دفع مدرب البرسا بيب جوارديولا». ومن جانب آخر وصفت جريدة «الموندو ديبورتيبو»، ذات الانتماء الكتالوني، نتيجة المباراة بال«تاريخية» واعتبرت أنها جاءت درسا قاسيا للريال ومدربه مورينيو .