تحولت ساحات المدارس لساحات مملوءة بالكتب والدفاتر المدرسية المهملة، بعد أن بدأ الطلبة والطالبات احتفاليتهم السنوية بالتخلص من الكتب الدراسية إيذانا بنهاية الفصل الدراسي وهي ظاهرة تتكرر في نهاية كل فصل دراسي خصوصا في مدارس البنات، بل إن بعض الطالبات يجتمعن في نهاية الفصل الدراسي بشكل جماعي في ساحة المدرسة ويرمين كتبهن في وقت واحد في شكل أشبه بالاحتفال. وذكرت الاختصاصية الاجتماعية سلمى العوامي أن ظاهرة رمي الكتب المدرسية أصبحت ظاهرة مقلقة في جميع المدارس، وتم التحذير منها ونصح الطالبات بضرورة الاحتفاظ بكتبهن الدراسية وعدم رميها أو إتلافها، خصوصا أن الكتب الدراسية التي توزع على المدارس محدودة بعدد الطالبات وحين تفقد إحدى الطالبات كتابها تحتاج إلى كتاب من زميلاتها فلا تجد لها كتابا، مضيفة أن ردة فعل الطالبات بالتخلص من كتبهن الدراسية يعبر عن حالة من عدم الاحترام للكتب الدراسية وعدم تقديرها وهي ظاهرة تحتاج إلى الدراسة للكشف عن الأسباب التي تدفع الطالبات للتخلص من كتبهن الدراسية بسعادة دون أن يكن لهن أي ارتباط بهذه الكتب، ولا يشعرن بحاجتهن إلى المعلومات والدروس التي قد يحتجن إليها في السنوات اللاحقة. مضيفة أن طريقة التدريس وانفصال المناهج الدراسية عن الحياة العملية هو ما جعل الكتب الدراسية غير ذات أهمية وتقدير لدى الطالبات فوجوده مرتبط بالمدرسة وحاجتهن إليها تنتهي بنهاية الدراسة وهذه مشكلة يجب أن تحل من خلال العمل على تغيير التلقين في المناهج الدراسية وجعلها مناهج ثقافية أكثر منها تلقينية.