قادت اختبارات منتصف العام الطلاب للانتقام من كتبهم بطريقة غير حضارية وذلك بإلقائها في «سلة المهملات»، خلال فترة الاختبارات، غير مهتمين بالكتاب ولا بكرامته وأهميته العلمية وما تحمله من آيات قرآنية أو أحاديث نبوية، هذه الظاهرة ما زالت موجودة بل هي في ازدياد مع فشل كافة أنظمة التربية والتعليم في التغلب عليها. «عكاظ» تطرقت للموضوع من خلال التقرير التالي: يعتبر الطالب عبدالله محمود محمد أن هذا الأسلوب الذي يقوم به العديد من الطلاب سلوك سيئ «الدولة تصرف سنويا ملايين الريالات على المناهج الدراسية، ولكن الطلاب لا يهتمون بكل هذا الجهد الكبير الذي تبذله الدولة لتوفير المناهج الدراسية للطالب»، وتمنى أن تقوم إدارات المدارس باستراجع الكتب الدراسية بعد نهاية فترة الاختبارات؛ للقضاء على هذه الظاهرة الجديدة القديمة سنويا. وأضاف الطالب محمد الزهراني «يمكن أن تستفيد من هذه الكتب الدراسية من خلال الجمعيات الخيرية والتي يمكن أن تستغلها مع شركات لتصنيع الورق»، ونصح الزهراني زملاءه بالكف عن هذا السلوك المسيء. سياسات موحدة واتفق أولياء الأمور على أن تكون هناك سياسة موحدة بين مدارس المملكة تحد من هذا الأمر فقال أحمد بن أحمد «أستاء كثيرا من المناظر التي نشاهدها كثيرا في مدارس أبنائنا، في الكم الكبير من الكتب الدراسية المهملة والتي تغطي ساحات المدارس أو الشوارع المجاورة، والتي تصنع صورة ذهنية سيئة عن الطلاب كافة»، وأضاف: «يمكن للمدارس أن تجعل الطلاب أمام خيارات متعددة في الاهتمام بالكتاب، وتلزم الطلاب إعادة الكتب الدراسية للفصل السابق للحصول على كتب الفصل التالي، ويعاقب الطالب ماديا إذا لم يلتزم بهذا الأمر». واعتبر محسن الشهري أن سلوك الطالب يعود لتربيته المنزلية التي نشأ عليها، ويمكن لنا أن نختبر ذلك من خلال هذه السلوكيات التي نشاهدها في كل عام من طلابنا، ولكنه رأى أن هذه السلوكيات يجب أن تواجه بكل صرامة حتى تختفي ولا يبقى لها أثر، وطالب أحمد المطري أن يكون هناك تفعيل للندوات والدورات التدريبية التي تحدث الطلاب على أهمية الكتاب المدرسة، وضرورة الاعتناء به، كما اعتبر أن هذه السلوكيات يمكن محوها من سلوكيات طلابنا من خلال التعاون الدائم بين المدرسة والمنزل. انخفاض بسيط وشدد المرشد الطلابي بثانوية قريش إبراهيم النجار على ضرورة القضاء على هذه الظاهرة من خلال وسائل التوعية الندوات والمحاضرات، وفرض بعض العقوبات، وتعريف الطالب بضرورة وأهمية هذا الكتاب، واعتبر أن الظاهرة تضاءلت كثيرا في الفترة الأخيرة في مدارس الثانوية العامة، ولكنه رأى أن الظاهرة ما زالت كبيرة في المدارس المتوسطة، وتمنى أن تختفي هذه الظاهرة مستقبلا، من خلال اتباع الوسائل الرادعة للطلاب، وزيادة الوعي بأهمية هذا الأمر، وبين مدير مدرسة عبداللطيف الدعجاني أن هذه السلوكيات مستمرة منذ زمن طويل، ولكنها شهدت انخفاضا كبيرا في الفترة الأخيرة، واعتبر أن دور المدرسة كبير في التوعية بأهمية القضاء على هذه الظاهرة. مشكلة نفسية واعتبرت المختصة النفسية الدكتورة بلقيس الفضلي أن هذا الموضوع عبارة عن تقليد يتجه إليه الطلاب بعد مشاهدة زملائهم، ولكنها رأت أن الموضوع تربوي بشكل كبير من خلال التوعية المستمرة في المدارس من قبل المسؤولين فيها، وبينت أن هذه الحالة ليست نفسية ولكنها تربوية توعية. وأشارت إلى أن الطالب الذي يقوم بتقطيع الكتاب قبل بدء الاختبار يعبر عن حالة نفسية يستوجب على الأهل والمدرسة عرضه على طبيب نفسي، واعتبرت أن مثل هذه الحالات نادرة ويمكن حل هذا الأمر من خلال مشاهدة حياته الاجتماعية. القضاء على الظاهرة واقترح المشرف على العلاقات العامة والإعلان بجمعية خيركم لتحفيظ القرآن بجدة ضيف الله الحقوي أن يكون هناك تعاون بين الجمعيات الخيرية والوزارة للقضاء على هذه الظاهرة من خلال وضع أماكن مخصصة في مدارس المملكة المخلتفة والاستفادة من الكتب الدراسية في إعادة تصنعيها مع شركات متخصصة في الورق، ويعود ريعها للمشاريع الخيرية لهذه الجمعيات «ليس لدينا أي مانع من تبني هذه الفكرة وتوفير مثل هذه الصناديق في المدارس، في حال كانت هذه الفكرة مقبولة لدى إدارة التعليم بجدة ويمكن تنفيذها ولا يوجد أي معوقات أمامها»، مشددا على أن ظاهرة رمي الطلاب للكتب الدراسية عقب انتهاء الاختبارات هي ظاهرة متكررة منذ سنوات، على الرغم من كثرة الحديث عنها وتوجيه الطلاب في المدارس بعدم فعل ذلك.