عصفت الصراعات والتوترات الداخلية في نادي مكة الأدبي وبقي الوضع الإداري به دون أن يطرأ جديد عليه، حيث ظهرت على السطح خلافات بين أعضاء مجلس إدارة نادي مكة الأدبي وتحرك عدد من أعضاء الجمعية العمومية في النادي للمطالبة بحل مجلس الإدارة الحالي وانتخاب مجلس جديد من أجل أداء رسالة النادي وتفعيل آلية العمل من أجل خدمة المثقفين والأدباء في مكةالمكرمة. «شمس» حاولت استقصاء مجريات الأحداث بالنادي عن طريق أعضائه إلا أن كثيرا منهم اعتذر عن الإدلاء برأيه بحجة ابتعادهم عن النادي وما يدور في جنباته وأروقته، غير أن بعضهم وبعد معاناة استجابه لتوضيح ما يجري ومآلات الوضع الحالي. تبدو معاناة الأعضاء أكثر وضوحا في تعبير المهندس عبدالله الشهراني عضو مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي الذي أشار إلى أن السكر والضغط ارتفع لديه بسبب خلافات ومشاكل النادي، الأمر الذي اضطره لمراجعة المستشفى، مؤكدا أن النزاعات والخلافات الشخصية بين أعضاء مجلس الإدارة وما يعيشه النادي في وقتنا الحاضر يؤدي لتعطيل العمل في النادي «النادي معقد ويشهد أحزابا وتكتلات». ويوضح الشهراني أنه أعيد انتخاب مجلس الإدارة أخيرا وكان التصويت داخليا من قبل مجلس الإدارة ولكنه إلى الآن لم يعتمد أو يتم البت في المجلس الجديد وذلك بسبب مرض وزير الثقافة والإعلام. أجواء غير صحية رئيس مقهى مكة الثقافي التابع لنادي مكة الثقافي الأدبي خالد قماش يقول إن مقهى مكة الثقافي استطاع أخذ الموافقة من قبل مجلس الإدارة السابق في غضون أسبوع «استطعنا من خلاله تنظيم فعاليتين ثقافيتين وأمسيتين شعريتين، ولكن عندما أتت الإدارة الجديدة طلبت وضع تصور عام للمقهى فقمنا بوضع تصور معين ولكنه لم يعرض في جميع جلسات ولقاءات مجلس الإدارة الجديد، وكان يعطل من قبل عدة أشخاص وبعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على وضع التصور أفادونا بأنه تمت الموافقة وخلال فترة التعطيل الكبيرة فقدنا من خلالها الحماس وأصابتنا بالإحباط في أجواء متوترة داخل أروقة النادي «أجواء النادي الحالي غير صحية وليست ثقافية والسبب أعضاء المجلس أنفسهم، الأمر الذي دعا البعض لتقديم عدة شكاوى لوزارة الثقافة والإعلام». اعتراف بالتوتر للأزمة أكثر من وجه يعبر عنه أعضاء النادي ومثقفو مكةالمكرمة كل بطريقته، ويشير الدكتور عبدالعزيز الطلحي عضو نادي مكة الثقافي الأدبي إلى أنه مع تدوير المناصب وإحلال مجلس الإدارة ستتوقف جميع المناشط والندوات والملتقيات والأنشطة الثقافية التي ينظمها النادي لرواد الفكر والثقافة والأدب. فيما يؤكد عضو مجلس إدارة نادي مكةالمكرمة الأدبي والمسؤول المالي والمتحدث الرسمي للنادي الدكتور عبدالله بن محمد فدعق أن هناك خلافات وتوترات بين أعضاء مجلس النادي، مبينا أن هذه الخلافات تصب في مصلحة العمل وليست ضده «الوضع كما هو عليه ولم يطرأ أي جديد على الموضوع». ويوضح الدكتور فدعق أن مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي واصل اجتماعاته للتخطيط لنشاطاته والعمل على تنفيذ فعالياته للعام الجاري، حيث إن من أهم القرارات والتوصيات التي اتخذها المجلس في جلساته الأخيرة إعادة تشكيل لجان النادي المتضمنة لجنة الإصدارات، واللجنة الإعلامية، واللجنة الثقافية، مضيفا «المجلس وافق على تكوين لجنة للدورات والمسابقات، ولجنة للتواصل الاجتماعي»، مشيرا إلى أن الموقع الإلكتروني الجديد والذي دشن أخيرا بأولوياته المنوه عنها سابقا سيتضمن مكتبة لأهم التسجيلات لعدد كبير من رواد العلم والفكر والثقافة في المملكة، ولضيوف النادي من المفكرين والأدباء العرب الذين زاروا النادي خلال العقود الأربعة الأخيرة. ويؤكد الناطق الرسمي للنادي أن مجلس الإدارة وافق على ترشيحات أعضاء المجلس لجائزة مكة للتميز، كما وافق على انضمام عدد جديد من مثقفي مكةالمكرمة للجمعية العمومية، كذا الموافقة على إقامة الملتقى الأول لرؤساء الأندية الأدبية. لا مكان للكتاتيب وفي إطار التوتر الذي يدور في نادي مكةالمكرمة الأدبي تقدم رئيس نادي كتاتيب للقراءة جميل المطرفي بشكوى لوزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة ضد رئيس لجنة الملتقيات في نادي مكة الثقافي الدكتور حامد الربيعي في توجهه لتهميش دور الشباب وحراكهم الثقافي في ممارسات عديدة حول المماطلة وتأجيل انضمام نادي كتاتيب للقراءة إلى نادي مكة الثقافي، مشيرا إلى أن عضو اللجنة التي شكلها نادي مكة السابق في عهد الدكتور سهيل قاضي لمناقشة انضمام نادي كتاتيب للقراءة، طالبهم في ذلك الوقت بطلبات تعجيزية ومنها تغيير اسم نادي كتاتيب للقراءة وأن يرأس نادي كتاتيب للقراءة أحد أعضاء مجلس نادي مكة السابق والعديد من هذه الطلبات التي لا توحي بالرغبة في الانضمام. وأشار المطرفي إلى أن المرة الأخرى بعد انضمام نادي كتاتيب إلى النادي رسميا في إدارة مجلس نادي مكة الجديد الذي يرأسه الدكتور أحمد المورعي، وبعد أن وقع رئيس النادي على انضمام نادي كتاتيب للقراءة إلى النادي وفق الشروط والضوابط التي أعلنها النادي وإقامة حفل الانضمام في النادي والذي تناقلته الصحف، قام الدكتور الربيعي نائب رئيس النادي في اجتماع مجلس الإدارة برفض انضمام نادي كتاتيب شكلا ومضمونا، مدعيا بأن طلب الانضمام لم يقدم إلى لجنة ضم الملتقيات لدراسته وهذا ما يناقض طلبات الانضمام وشروطه التي صدرت من نفس اللجنة التي يرأسها الدكتور حامد الربيعي. وطالب المطرفي التحقيق في الأمر ورد الاعتبار لهم كشباب على هذه الإهانة المقصودة، على حد قوله، والتي هي بدون سبب وبدون وجه حق ضد شباب يرغبون في الانخراط في الميدان الثقافي والاستفادة من إمكانيات الدولة التي وفرتها .