العلاقة بين وصول النوم إلى عينيك وبين كمية همومك المختلفة هي علاقة عكسية بلا أدنى شك، فكلما زاد الأول فر الثاني ورغم بدهية القول السابق إلا أنك تستطيع التأكد منه بالنظر لأصغر أبنائك الذي لا مشاكل لديه على الإطلاق في النوم في كل الأماكن التي يراها «هو» صالحة لذلك. في غرفة النوم في صالة الطعام على أريكة المجلس تحت طاولة المطبخ أو حتى متمددا بضمير مرتاح على مقعد سيارتك الخلفي. بينما يظل والده حفظه الله «يتبرم» يمينا ويسارا على سرير نومه الوثير منذ التاسعة مساء بحثا عن خيط يوصله للمدعو «نوم» إلا أنه لن يجده قبل أن يرفع مؤذن الفجر أذانه. وسيصبح الخيط أبعد وأصعب كلما تذكر سيناريو نهاره المنصرم فقط، الممتلئ حد التخمة بالأحداث الكافية لبقائه مستيقظا حتى الأسبوع المقبل، حيث تعطلت سيارته التي تعاني من حمى مستديمة في أبعد مكان عن أقرب ورشة، ورفض مديره المباشر إجازته الاضطرارية وأضربت صنابير منزله عن إنزال أي قطرة ماء، وحل صاحب المنزل ضيفا لديه في «زيارة خاصة». وإن كنت تعاني يا صاحبي من الأرق فتذكر أنك لست الأول ولن تكون الأخير، فالمتنبي مالئ الدنيا وشاغل الناس عانى في فترة من فترات مراهقته من الأرق وعندما لم يفلح بالنوم صاح قائلا: أرق على أرق ومثلي يأرق وجوى يزيد وعبرة تترقرق جهد الصبابة أن تكون كما أرى عين مسهدة وقلب يخفق ثم إن الدكتور «شولمان» مدير المختبرات في جامعة إيموري في مدينة أتلانتا لديه بعض النصائح لك التي ربما تفيدك لمجابهة الأرق قبل اللجوء إلى العقاقير كألا تبقى في السرير لأكثر من 20 دقيقة عندما يفارقك النوم وألا تناول أي طعام أو تمارس أي رياضة قبل ثلاث ساعات من النوم، وأن تتفادى أي مشروبات يدخل في تركيبها مادة الكافين كالقهوة والشاي وذلك قبل أربع ساعات تسبق النوم، وبالنسبة للنصيحة الأخيرة بالذات فأظن الدكتور «شولمان» قد يتراجع عنها لو كان على علاقة بجدي الذي يلتهم ثلاثة أقداح من القهوة قبل أن يستمتع بالنوم بعدها بدقيقتين.