أكدت دراسة أجريت مؤخرا أن مدة نوم الأطفال تؤثر على نموهم، فكلما ازدادت عدد ساعات نومهم اليومية ولو بشكل متقطع ازداد نموهم. غير أن هذا النمو لا ينحصر على طول القامة فقط بل ويتوزع على أجزاء أخرى من الجسم أيضا. راقب باحثون تحت إشراف الباحثة ميشيل ليمبل من جامعة إيموري في أتلانتا سلوك النوم لدى ثلاثة وعشرين طفلا على مدى أربعة إلى سبعة عشر شهرا. وسجل آباء الأطفال ساعات نوم أبنائهم. وتم قياس وزن الأطفال وطولهم مرتين كل أسبوع في المتوسط، وأحيانا يوميا أو مرة كل أسبوع. وتبيّن أن زيادة نوم الأطفال يزيد من نمو أجسامهم. وأظهرت مراقبة الباحثين أن نوم الأطفال أربع ساعات ونصف إضافية أو غفوتهم ثلاث مرات إضافية في اليوم، في فترات غير منتظمة، ينعكس على تزايد طول الجسم لديهم. وقالت الباحثة ليمبل:"النوم لفترات أطول له علاقة بنمو أكبر لطول الجسم". وذكر الباحثون هذا في سياق بحثهم حول نوم الأطفال الإضافي وعلاقته بالطول، وذلك في دراستهم التي نشروا نتائجها مؤخرا في مجلة "سليب" الأمريكية المعنية بأبحاث النوم. النمو لا يكون بالضرورة في الطول مستوى هورمون النمو يزيد مع بدء الطفل في النعاسكما استطاع الباحثون التنبؤ بزيادة الوزن و دهون الجسم من خلال حساب فترات النوم. ورجحت ليمبل أن تؤدي نتائج الدراسة إلى تفهم الآباء حقيقة أن النوم الإضافي لأبنائهم ذو فائدة، وربما يفسر أيضا التقارير المتعلقة بألم النمو لدى الأطفال في الليل. لكن العلماء لم يتوصلوا بعد إلى العلاقات الدقيقة بين نمو العظام و النوم. ومن المعروف أن مستوى هورمون النمو يزيد مع بدء الطفل في النعاس. وكان قد ذكر باحثون عام 1992 في مجلة ساينس أن الأطفال ينامون على دفعات وليس بشكل مستمر. ويختلف النمو من طفل لآخر، وبلغ متوسط نمو أطفال الدراسة تسعة أجزاء من السنتيمتر الواحد خلال مراحل النمو السريعة التي تحدث عادة خلال ثمان وأربعين ساعة بعد تزايد الحاجة للنوم. وأقر الباحثون بأن بعض الأطفال كانوا ينمون أيضا بدون تغير في سلوك النوم لديهم وأنه ليس كل تغير في سلوك النوم يصب في الطول، رغم أنه قد يسبب نموا. ولم يستبعد الباحثون أن تكون هناك علاقة بين تزايد حجم الرأس وعدم تزايد الطول مما يؤدي إلى ظهور النمو في أجزاء أخرى من الجسم. ----------------------انتهى ---------------------