يكون من السحاب الودق أي المطر الغيث وهو في كل تحصيله ماء. ويكون منه في نفس الوقت الصواعق التي تحرق وهي في تحصيلها جملة نار والماء والنار ضدان لا يجتمعان فجمعهما الله سبحانه في مخلوق واحد. وفي ذات الوقت يقول الله جل وعلا «ثم يجعله ركاما» والسحاب إذا تراكم وأطبق بعضه على بعض حجب نور القمر وضوء الكواكب وأصبحت الدنيا ظلمة ومع ذلك قرنه الله جل وعلا بالبرق قال سبحانه «يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار» والبرق نور وضياء والنور والظلمة لا يجتمعان. فينجم عن السحاب أربعة أضداد: الماء والنار وهما ضدان، والنور والظلمة وهما ضدان. وما سبق هو حقائق علمية مثبتة ومنها قد توصلت إليه الأبحاث الأمريكية ما يشير إلي أن السحاب عبارة عن تجمعات مرئية من جزيئات دقيقة جدا من الماء أو الجليد أو كليهما وحجمهما من ميكرون إلى عشرة، أي جزيئات ضغيرة جدا، والسحاب ليس شيئا خفيفا وإنما وزنه بالأطنان، وفي ذلك نذكر بقول الله تعالى في سورة الأعراف «وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت» فقال تعالي باللفظ الصريح «سحابا ثقالا»، وبعد هذا أيمكن أن تكون كل هذه الحقائق التي جاء بها القرآن مكذوبة أو غير معقولة؟