رصدت دراسة حديثة أن أكثر من 40 % من العاملين في الخليج يعملون أكثر من ثماني ساعات يوميا، ونحو 30 % يحملون أعمالهم معهم إلى منازلهم ليكملوا ما بدؤوه أثناء ساعات عملهم النهاري ليلا. وعزت الدراسة زيادة ساعات العمل في السنوات الأخيرة إلى بطء الانتعاش الاقتصادي في الاقتصاديات الناضجة، وإلى ما يقابله من نمو سريع يشهده قطاع الاقتصاديات الناشئة. وبينت نتائج المسح الرئيسة في تقرير أن 30 % من العاملين في الخليج يعملون من 9 إلى 11 ساعة يوميا تقابلها نسبة 38 % عالميا، و11 % من العاملين في الخليج يعملون لمدة 11 ساعة بشكل منتظم تقابلها نسبة 10 % عالميا، بينما يحمل 31 % أعمالهم لإنهائها في منازلهم، بمعدل يتجاوز أكثر من ثلاث مرات أسبوعيا، تبلغ هذه النسبة عالميا 43 %. ومن ضمن النسب ذات الدلالة التي احتوى عليها التقرير: العاملون عن بعد أكثر عرضة للعمل يوميا لمدة تصل إلى 11 ساعة 14 %، من العاملين بشكل منتظم 6 %، بينما الذين يحملون أعمالهم إلى منازلهم من العاملين عن بعد بلغت نسبتهم 59 %، وهو أكثر من الذين يعملون بشكل منتظم 26 %. وقالت الدراسة إن نسبة النساء اللاتي يعملن 60 ساعة أسبوعيا تبلغ 5 %، مقارنة بضعف العدد بالنسبة للرجال 12 %. بينما هن أقل عرضة لأخذ الأعمال أكثر من ثلاث مرات أسبوعيا لإكمالها في المنزل 32 % من الرجال 48 %، كما بلغت نسبة العاملين في شركات أصغر حجما، الذين يحملون الأعمال معهم إلى المنزل أكثر من ثلاث مرات أسبوعيا 48 %، بينما بلغت نسبتهم في الشركات الكبيرة 29 %. وكشفت الدراسة عن وجود ضبابية في تحديد الخط الفاصل بين وقت العمل ووقت المنزل. ولا شك أن ساعات العمل الطويلة وعلى المدى الطويل، سوف تضر بكل من صحة العامل وقدرته على الإنتاج بشكل عام، حيث إن ضغط العامل على نفسه بشكل مستمر، سيؤدي به إلى الشعور بالسخط على العمل والحياة، وبالتالي شعوره بالاكتئاب، أو أن يصبح جسده أكثر عرضة للمرض. وأكدت الدراسة أن المرأة العاملة تكون أقل عرضة لساعات العمل الطويلة، وأرجعت ذلك إلى أنه يتم عادة توظيفها بدوام جزئي، ولاحظت كذلك أن العاملين في شركات صغيرة الحجم، تدق ساعات عملهم الطويلة بشكل أكثر من الذين يعملون في شركات ذات حجم كبير. وفي الوقت نفسه نجد أن العاملين في شركات صغيرة يشعرون بأن الموظفين غير المتزوجين تكون عادة لديهم بصمة واضحة في نجاح المشاريع. ووجد التقرير أن العاملين المتنقلين وكذلك الذين يعملون عن بعد، يعملون لساعات أطول، إلا أن هناك مجموعة متزايدة من الأدلة التي تشير إلى أن العاملين عن بعد أكثر إنتاجية، وشعورهم بالرضا الوظيفي يصل إلى معدلات أعلى من غيرهم، كما لوحظ انخفاض مستويات الإجهاد لديهم، وهذا النوع من العاملين لديه القدرة على توفير ساعات عمل أكثر من خلال استغلالهم للوقت اللازم عادة للتنقل للوصول إلى أماكن العمل الثابتة. وبين التقرير أن الشركات التي تمكن موظفيها من العمل في مواقع قريبة من أماكن سكناهم، تمنح الموظفين السيطرة الكافية لإدارة وقتهم، والشعور باستقلالية أكثر، وبالتالي التعويض عن ضغط العمل الناتج عن عدم التوازن بين ساعات العمل والحياة العادية، كل ذلك يعكس إيجابية في كم الإنتاج، وشعور الموظف بالانتماء للشركة، كما يحافظ على صحة الموظفين .