رفحاء – فيصل الحريري صالح الزهراني: ضغوط العمل تؤدي إلى الإصابة بأمراض بدنية وعقلية. الفهد: لابد من دراسة أبعادها الاجتماعية والسلوكية وأين ستذهب العاملة في وقت الإجازة فالبيئة لا تسمح بخروجها لوحدها. رئيسة الحماية الاجتماعية: إجازة العاملة مفيدة للأسرة والمجتمع وستقلل من هروب العاملات وخسائر الكفلاء. فوزية النعيم: أنا ضد الإجازة الأسبوعية للخادمة فهي مثل «الآلة» ولا يحق لها الراحة على الإطلاق والإجازة ستجر طلبات وتقليعات. نون العازمي: أنا مع منح إجازة أسبوعية و أقوى آلة ذات جودة عالية لابد لها من عطل وهنّ ضعيفات لا حول لهنّ ولا قوة. ربى الحربي: لابد أن تأخذ إجازة في الأسبوع وعلينا أن نحترمها وهي تقوم بجميع الواجبات ولابد أن نبين لها سماحتنا في التعامل. شعاع الشمري: تخرج للمناسبات والتسوق وتعيش في غرفة مستقلة ولديها جوال لمهاتفة أهلها فلماذا تأخذ إجازة؟. مسؤول شركة استقدام: النظام لا يجيز لها التمتع بإجازة ممنوحة من الأسرة والسفارات لم تخصص أماكن لهنّ. تعتمد غالبية الأسر السعودية على العاملة المنزلية في إنجاز الكثير من الواجبات المنزليّة التي كانت تقوم بها ربة المنزل نفسها، فيما تستقدم أسر عديدة ميسورة أكثر من عاملة، ويعود ذلك إلى عدة دوافع منها الحاجة ومنها اتجاه الكثيرين لحياة الترف فضلاً عن طبائع المباهاة التي تسيطر على كثير من النساء ربات البيوت. ولكن بعد سنوات من تجربة «الشغالة المنزليّة» طرأت عدة ظواهر سلبية، بالنظر إلى حقوق الشغالة، من راتب وراحة وعلاج وإجازة ومزايا أخرى تحكمها علاقات العمل، وبسبب الإجحاف الغالب في هذه الحقوق، ظهرت مشكلات عديدة كانت الشغالة طرفاً فيها، حيث تولدت في كثير منهنّ روح الانتقام. (الشرق) تتناول حق الإجازة الذي ينبغي أن تتمتع به الشغالة، هل يحق لها الإجازة؟ ومتى يكون ذلك؟ وكم مدتها؟ وهل تعطى الأسر هذا الحق؟ وما المضار من إعطائهنّ أو منعهنّ حق الإجازة؟ واليوم نناقش في هذا التقرير ( شراً لابد منه ) وهو إعطاء العاملة المنزلية إجازة أسبوعية أسوة بغيرها من العمالة الذين يعملون في المهن الأخرى وتحفيزا للعمالة لتقدم الخدمة المميزة في دار صاحبها وترغيبها في العمل فالأسرة السعودية مرغوبة لدى كثير من العاملات إلا أن الأنظمة لا تعطي العاملة أي حق في التمتع بإجازة لا تمارس فيها أي عمل فالموجود الآن عاملات يعملن على مدار العام. أسبوع كل 56 يوماً صالح جعري يقول المستشار الأسري والتربوي صالح جعري الزهراني: تؤكد دراسات بحثية عالمية أن الموظف يحتاج إلى إجازة لمدة أسبوع واحد على الأقل بعد كل ثمانية أسابيع عمل، كما أن ساعة تامة من الاستراحة والقيام بأعمال محببة، ضرورية لكل شخص بعد ساعات النهار التي يقضيها الموظف في عمله. تأثير تراكمي ويواصل الزهراني بالقول: إن ضغوط الحياة بشكل عام وضغوط العمل على وجه التحديد تؤديان إلى الإصابة بأمراض بدنية وعقلية ما يزيد من أهمية أخذ الإجازة للنوم والاسترخاء، ومن الضروري أن يكون هناك يوم كامل للراحة التامة في حياة الإنسان كل أسبوع، ولا شك أن من فوائد الإجازة أنها تجدد نشاط الموظف وتعيد اهتمامه وتركيزه في عمله لأن روتين الوظيفة والعمل اليومي يؤديان إلى إحداث تأثير تراكمي من شأنه إحداث ملل وعدم رغبة في العمل وعدم تركيز أيضا، كما يجب أن نعرف أهمية الإجازة السنوية في حياة العاملين بشكل عام حيث يتولد لدى الموظف شعور تراكمي بالملل، وميل إلى الكسل من الناحية الجسمية وتصبح الإجازة ضرورة ملحة للابتعاد عن جو العمل والدخول بأجواء أخرى لفترة طويلة نسبيا لإعادة التشوق للعمل. فوائد إجازة العاملة ويضيف الزهراني: كل تلك الدلائل تشير إلى أن العاملة المنزلية بصفتها موظفة تحتاج إلى إجازة وهذه الإجازة بالأحرى تصب في صالح المنزل وساكنيه قبل أن تكون حقا مكتسبا لصالح تلك الموظفة. بل إنها من الفرص التي قد تجد الأسرة فيها متنفسا لتواجدهم وحيدين بترابطهم الأسري دون رقيب أو غريب تعتمد فيه الأسرة على نفسها وتكلف أفرادها بمهام ربما وجود العاملة قلل فرص التربية والتعويد عليها في الأبناء مثل الاهتمام بنظافة مرافقهم وترتيب أسرتهم وخلافه. لذا فأنا مع منح العاملة المنزلية إجازة أسبوعية شريطة أن تكون خارج المنزل وبحث آلية معينة يمكن من خلالها أن تقضي هذه العاملة إجازتها خارج المنزل دون حدوث عواقب يخشاها مُشغِلُوها. الإجازة الأسبوعية د.ماجد الفهد وبين المستشار القانوني والاجتماعي الدكتور ماجد الفهد أنّ مسألة إعطاء العمالة المنزلية إجازة أسبوعية من وجهة نظره كمستشار تحتاج إلى وقت وتأمل للدراسة خاصة إذا عرفنا أبعادها الاجتماعية والسلوكية وأين ستذهب هذه العاملة في وقت الإجازة إذ أن البيئة لا تسمح بخروجها لوحدها أو تقابلها مع بني جلدتها ولا يوجد أماكن مخصصه لهذا الأمر كما أن النظام يمنع خروج الأنثى مع غير محرم ومن الممكن الدخول في قضية جنائية لو خرجت، ولن يتصور جلوسها مع نساء فقط وهي قد تعودت في بلدها الجلوس مع الرجال والنساء هذا إذا كانت مسلمة أما إذا كانت غير مسلمة فلها شأن آخر، ولذلك فالأمر يحتاج إلى تأن وروية من النواحي المالية والاقتصادية الحماية الاجتماعية وتقول رئيسة قسم الحماية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية والكاتبة الصحفية الدكتورة موضي الزهراني: من ناحية الإجازة طبعا أؤيد ذلك وبشدة لأنها بشر مثلنا، وبحاجة للراحة الجسدية والنفسية، وعلينا أن نقيسها على أنفسنا ماذا يحدث لنا لو منعت الإجازات عنا؟ تقلل من الهروب وتقول الدكتورة موضي الزهراني: الإجازة ستكون مفيدة للأسرة والمجتمع وستقلل من هروب العاملات وخسائر الكفلاء وتحد من السوق السوداء للعمالة، لأن العاملة ستشعر بقيمتها لدى الأسرة وأنها تحظى بتقدير الأسرة وتعطيها حقوقها وسيساهم ذلك في تقوية العلاقة بينهما وستكون ذات ارتباط قوي لإحساسها بحبهم لها من خلال منحها إجازة تتمتع بها، وإذا تم الترتيب لها من خلال العقود الموثقة بين الطرفين لا أعتقد أن هنالك مخاطر فالكثير من دول الخليج تمنح العاملة إجازة وتعود للمنزل وتكمل عملها. آلة لا ترتاح وتقول عضو لجنة المشورة بمركز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الفيصل الاجتماعي الأستاذة فوزية النعيم: بطبيعة الحال أنا ضد الإجازة الأسبوعية التي تعطى للخادمات في بعض الدول، ليس لأنني أنظر إليهن على أنهن مثل (الآلة) الخاصة بالعمل ولا يحق لهن الراحة على الإطلاق. ولكن ليقيني أن هذه الإجازة سوف تجر خلفها جيشاً من المشكلات والطلبات والتقليعات ثم الثمن تدفعه الأسرة من راحتها وأمنها واستقرارها، وما دمنا لا نستطيع منع العاملات من الوقوع في الرذيلة وهن في بيوتنا فكيف حينما يكون لها إجازة رسمية من حقها أن تخرج أينما أرادت وتقابل من تقابل وتفعل ما تشاء؟ لذلك أعتقد، بل أجزم، أن هذه الإجازة ليست من صالح الأسرة ولن تحقق لها الراحة بل ستكون وبالاَ عليهم وبوابةً لكثير من المشكلات التي ستمتد وتطال المجتمع والوطن. سددوا وقاربوا وتؤيد الدكتورة نون العازمي منح العاملات المنزليات إجازة أسبوعية بقولها تعمل العاملة سبعة أيام في الأسبوع على طول السنة أي 52 أسبوعا تقريباً لو جمع على مدار سنتين لقدر عملها على نحو 140 أسبوعا حتى أقوى آلة ذات جودة عالية لابد لها من عطل! والمشكلة الأعظم أن البعض بلا قلب ورحمة، ألسنا جميعاً بشراً ؟ أم أن تركيبة الخادمة تختلف عنا؟ فما الخدم إلا ضعاف لا حول لهم و لا قوة، لابد لهم من يوم ليحط عنهم وجع الغربة و كثرة العمل، ولكن لا ننسى أننا مجتمع سعودي محافظ بمعنى يجب أن تكون الإجازة للعاملة المنزلية في حدود فلا تخرج خارج البيت. نحن تحكمنا عادات وتقاليد على خلاف المجتمعات الأخرى، لذا سددوا وقاربوا ولا تميلوا كل الميل. سماحة التعامل تقول المواطنة ربى الحربي: بالنسبة للعاملة لابد أن تأخذ إجازة في الأسبوع لمدة يوم، فيها ترتاح من عناء المنزل وأيضا لنحترمها كونها تنظف المنزل وتقوم بجميع الواجبات لمدة أسبوع كامل ومتواصل وبالنهاية هي بشر مثلنا لابد أن نبين لها سماحتنا ونمنحها الإجازة الأسبوعية. لا تستحق إجازة وترفض ربة المنزل شعاع الشمري منح العاملة المنزلية إجازة أسبوعية وتقول: هي تخرج مع الأسرة للمناسبات وللتسوق وتعيش مع الأسرة في غرفة مستقلة ولديها هاتف جوال لمهاتفة أهلها، فلماذا تأخذ إجازة، أيضا هي جاءت للبحث عن لقمة العيش ولم تأت لأخذ الإجازات وإن كان لابد من الإجازة فأرى أن يتم تعويضها بدل الإجازة مبلغا من المال يضاف إلى راتبها الشهري. شركات الاستقدام وقال مسؤول في إحدى شركات الاستقدام سعود الياسري: بعض العاملات في الخارج تسأل الواحدة عن الإجازة، لكن لا يوجد نظام في المملكة يجيز لها التمتع بإجازة ممنوحة من الأسرة. ولو وفرت السفارات أماكن مخصصة لجالياتها وهذا صعب سيكون الأمر أخف.