تجد بعضا من صفات البشر ما وضعت في شيء إلا زانته وما فقدت منه إلا شانته، وغيابها يعني شخصية ترى فيها الخلل والنقص بالعين المجردة، ولا يبهج رؤيتك إلا تواضع من لا يطبّل كثيرا لنفسه ونجاحه، وسرعان ما يسقط عملاق الإبداع عندما يحكى عنه بأسلوب «الأنا» المرتفعة التي تزيد بزيادة الكبر والعجب الذي يدخل في نفس المبدع إن لم يجدد نيته مع رب العباد، بل إن للمتواضع أبوابا عديدة تفتح له من كل صوب، أهمها عطاؤه اللامحدود لمن يقتدي به وهمّه بنشر تلك المعرفة أو ذلك النجاح بين الآخرين بمودة ورقي، يقينا منه أن القسمة بين البشر عادلة والنصيب مأخوذ دون زيادة أو نقصان. حقا ما أجمل تلك الصفة حينما يؤمن قلبك بها وتظل تمارسها وتسعد بحصادها وأنت تتعامل مع أسرتك/ أصدقائك وكل العالم من حولك، الأجمل هو أن يتواضع غيرك أسوة بتواضعك، فسلسلة الصفات الطيبة لا تنفك طالما اشتد قبض أيادي الخير عليها. تواضع وتواضع وتواضع فمنزلتك عالية عند رب السماء، وتذكر أن الأواني الفارغة هي التي تملأ من حولها ضجيجا.