توج المنتخب البحريني لكرة القدم بذهبية دورة الألعاب العربية التي اختتمت أمس في الدوحة بعد فوزه أمس على نظيره الأردني بهدف نظيف سجله إسماعيل عبداللطيف قبل دقائق من نهاية المباراة لتفوز البحرين على الأردن 1 - صفر في المباراة النهائية لمنافسات كرة القدم. واستغل عبداللطيف خطأ من دفاع الأردن وانطلق وسدد الكرة في شباك حارس الأردن لؤي العمايرة في الدقيقة 88 من المباراة التي أقيمت على ملعب جاسم بن حمد في نادي السد بالعاصمة القطرية الدوحة. وباستثناء الخطأ الدفاعي فقد كان دفاع الأردن قويا طوال المباراة ولم يشكل هجوم البحرين خطورة كبرى. وكانت أول فرصة في المباراة في الدقيقة الثامنة من كرة عرضية من الأردني خليل بن عطية لعبها حمزة الدردور برأسه لكن حارس البحرين حولها إلى ركنية. وانفرد الأردني حاتم عقل بمرمى البحرين في الدقيقة 14 لكن الكرة ابتعدت وذهبت خارج المرمى. وفي الشوط الثاني تبادل المنتخبان الأردني والبحريني شن الهجمات. وكانت أخطر الفرص لصالح الأردن في الدقيقة 65 عندما سدد بهاء عبدالرحمن كرة قوية من ركلة حرة من خارج منطقة جزاء البحرين لكن الحارس سيد محمد جعفر أبعدها إلى ركنية. وبينما كان الحضور يستعدون لامتداد المباراة إلى وقت إضافي استغل عبداللطيف خطأ دفاعيا وانفرد وسدد الكرة في شباك الأردن محرزا هدف الفوز لبلاده. واستضافت قطر أول دورة ألعاب عربية تقام في دولة خليجية بدءا من التاسع من ديسمبر الجاري والتي اختتمت أمس. وفي منافسات الفروسية توج الفارس القطري علي الرميحي بالميدالية الذهبية أمس في منافسات الفردي لفروسية قفز الحواجز بدورة الألعاب العربية ال12 وذلك على ميدان الشقب في العاصمة القطرية الدوحة. وحقق الفارس السعودي كمال حمدان المركز الثاني والميدالية الفضية، فيما جاء زميله فيصل الشعلان في المركز الثالث محققا الميدالية البرونزية. وبذلك يختتم المنتخب السعودي للفروسية مشاركته الدورة بتحقيقه ثلاث ميداليات الأولى ذهبية الفرق يوم الأربعاء الماضي وفضية وبرونزية في منافسات الفردي أمس. وعلى صعيد آخر اختتم الرامي السعودي محمد السعيد منافسات اختصاصه في الرماية ضمن دورة الألعاب العربية ال12 في الدوحة بغلة من الميداليات توازي أو تزيد قيمة على حصاد منتخب ألعاب القوى بأكمله والمؤلف من 30 رياضيا. وطوق السعيد، الاختصاصي في رماية المسدس، عنقه بست ذهبيات اثنتان منها في الفردي والأخرى مع المنتخب، إضافة إلى ميدالية فضية، فخطف الأضواء من منتخب ألعاب القوى الذي جمع ست ذهبيات اثنتان منها لمنتخبي التتابع وأربع مرات 100م وأربع مرات 400م، إضافة إلى برونزية. وسجل السعيد إنجازا كبيرا للعبة التي ظلت مغمورة على مدار أعوام وسط تركيز كبير من مسؤولي الرياضة السعودية على كرة القدم والفروسية وألعاب القوى، إلا أن إنجازات الرماة السعوديين حتى الآن «سبع ذهبيات وست فضيات وبرونزيتين» قد تغير كثيرا خريطة الاهتمام بالألعاب «الشهيدة» المظلومة من المسؤولين والإعلام على حد سواء. وربما كانت ميداليات رماة السعودية مفاجأة للإعلام والوسط الرياضي في ظل التركيز على كرة القدم وألعاب القوى والفروسية، ولكنها كانت متوقعة لمسؤولي الاتحاد المعني الذين يعملون في صمت إذ حقق المنتخب نتائج جيدة في البطولة العربية للرماية على الأطباق «سكيت وتراب ودبل تراب» التي أقيمت في المغرب في أكتوبر الماضي بحلوله في المركز الثالث. ولم يكن البطل السعودي السعيد المولود في 24 نوفمبر 1970 معروفا بين الرماة العرب الأبطال، وحضر المنتخب السعودي للرماية إلى الدوحة من دون ترشيحات لنيل الميداليات، إلا أن الإصرار والعزيمة والروح والإمكانيات الفنية العالية للسعيد حضرت باكرا وبشكل قوي أذهل المنافسين كافة، وتحول الرامي السعودي ورفاقه إلى رقم صعب وأمر واقع وسطروا أسماءهم بأحرف من ذهب في سجل الدورات العربية. وأصبح السعيد في غضون أيام بطلا عربيا لا يشق له غبار، واسما رياضيا يتناقله الرياضيون العرب المتواجدون في العاصمة القطرية الدوحة إلى جانب محبي الرياضة في السعودية بعدما سجل إنجازات عدة للرماية في الدورة العربية. لكن المثير للاستغراب أن محمد السعيد بدأ مشاركته مع المنتخب السعودي وهو في سن ال37 أي في عمر المدربين تقريبا وليس اللاعبين. وكان عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي للرماية والسهام عوض الأسمري صرح أن النتائج التي حققها الرماة السعوديون تدفعنا إلى التفاؤل بتحقيق نتائج أفضل في المستقبل القريب، مشيرا إلى أن أبرز المحطات وأكثرها أهمية هي الدورة العربية الحالية وهو ما تحقق بالفعل إذ بزغ نجوم الرماية السعودية وحققوا ميداليات متنوعة، وبات محمد السعيد يحمل لقب «ملك المسدس». ورأى السعيد فيما حققه «إنجازا كبيرا» متمنيا أن توافق السعودية على «إقامة أندية للرماية من أجل إعداد أجيال شابة من الرماة»، مشيرا إلى أنه «لا توجد قاعدة من الرماة الشبان؛ لأنه ممنوع فتح الأندية وهو أمر مهم للمستقبل». وأضاف «الرماية في السعودية تفتقد إلى المواهب الناشئة، حيث لم ألتحق بهذه الرياضة إلا قبل أربعة أعوام فقط وكان عمري حينها 37 عاما وهو عمر المدربين تقريبا وليس اللاعبين، وحققت العديد من الإنجازات؛ بسبب عدم إتاحتها إلا للعسكريين». وقال «بدأت ممارسة الرماية قبل أربعة أعوام فقط عام 2007 وحققت أول ميدالية في دورة المبتدئين»، مؤكدا «أن تقاعده المبكر خدمة في التفرغ لهوايته حيث يصرف على أسرته وعلى معدات الرماية من هذا المرتب». وعن الإنجازات التي تحققت أوضح السعيد أنه وزملاءه الأربعة «تغلبوا على الكثير من الصعوبات التي واجهتهم قبل الدورة العربية وتحملوا عناء كبيرا؛ لأنهم لم يتدربوا إلا قبل المنافسات بوقت قليل، فالرماية تحتاج إلى الاهتمام بشكل أكبر واستثمار فرصة هذا الوهج الإعلامي المتوقع في الأيام المقبلة رغم أن الإعلام الرياضي لم ينصفنا حتى الآن، حيث لم يحضر تتويجنا سوى الإعلاميين القطريين وبعض العرب ووكالات الأنباء». واختتم السعيد «فكرة الاعتزال تراودني في هذه اللحظات، حيث نتحمل بوصفنا لاعبين جميع الأعباء المالية لهذه الرياضة، ونفتقد الدعم المالي إضافة لعدم وجود أندية رياضية لممارسة اللعبة، حيث تقتصر على ميادين الرماية في القطاعات الأمنية». ويرجح أن يساهم إنجاز منتخب الرماية الذي خرج من جلباب التغييب الإعلامي، في تحويل أنظار مسؤولي الرياضة السعودية نحو هذه اللعبة التي لا تحظى بأي متابعة جماهيرية، فضلا عن تجاهل إعلامي كبير .