عائشة البنت الصغيرة التي كانت «تجوب» الحارة طولا وعرضا اختفت.. - يا الله.. صحيح.. - نعم. - منذ متى؟ - أمس الأول.. - يا ساتر.. - لا أعلم.. - يا حافظ.. - وأخوها ناشي..؟ - حاول الهرب مرة أخرى.. - كيف ؟! في المرة الأولى ربطه والده وهدده بأن يعلقه قي «المروحة» إذا كرر العملية.. كررها.. هل يعلقه؟ مشغول باختفاء عائشة وبمشكلاتها الداخلية التي كبرت في الأيام الماضية.. «والجاثوم» الذي سببه احتقان كاد يقتله بعد منتصف الليل. ضحك بصوت مرتفع.. ورد بعنف: بلا «جاثوم» بلا خرافات.. العمليات بالمناظير وما زلت تؤمن بالخرافات! لم تعد عائشة.. الحارة تبحث عنها.. «ناشي» يتابع الناس من سطح المنزل.. لم يجد مكانا إلا السطح.. يسعى لمشاهدة الرؤوس التي تطلّ باستحياء من المواقع الأخرى.. وتردد: إذا حبتك عيني ما ضامك الدهر حاول أن يفهم المعنى، لكن هاجس الربط والتعليق يقف حائلا أمامه للخروج بنتيجة تريح نفسيته المتعبة.. وتقف لتمنعه من مصدر الصوت والاستماع له بشكل مختلف عن حديث العيون وإشارات الأيدي الخائفة.. مرت بخاطره علامة استفهام حائرة.. عائشة.. وعلاقتها بالآخرين.. لا.. ومن يمنعها من تلك التي ترفع رأسها وترمي بالكلمات.. لا تعلم أمها عنها.. ووالدها.. لو علم لتحول «السطح» إلى مذبحة. عائشة أصغر من أن تمارس أدوار فتاة السطح.. تهرب من البيت.. بسبب ما تعاني منه.. جاءت أمها تبحث عنها.. كانت التهمة الأولى أنها اختفت عند أمها.. هدد والدها الأم بالشكوى والذل.. لم تأبه الأم لذلك التهديد.. بحثت في مواقع تعتقد أنها تختفي فيها.. عند الجيران.. لا.. أم حسن..ربما.. لم تتأكد أين غابت عائشة.. الوقت بعد الظهر.. شبحها يعود.. أسرعت الأم وحرارة الشمس تلسع قدميها.. اعتقدت أن ابنتها تقابلها بحرارة.. كان مجرد شبح مثل من يرى سرابا من بعيد! يقظة: سر يا قلم مالي على الصبر طاقه صبري تعدى الحد ماعاد ينطاق اكتب لمثلي قصته واشتياقه في خطك الواضح على بيض الأوراق قصة حزين صافي الحر ذاقه أنا بذكره ما صله خاطري ضاق باقو به الأصحاب والوقت باقه وصار الضحية بين باير وبواق يمشي وهو ماحس في كسر ساقه أمسى على ساقين وأصبح على ساق بندر بن سرور