تسبب سوء التنظيم للجماهير الحاضرة مباراة فريقي الشعلة والهلال الذي جرى أمس على أرض ملعب نادي الشعلة في الخرج ضمن لقاءات دور ال16 من منافسات مسابقة كأس ولي العهد في أحداث فوضى عارمة في الملعب قبل بدء المباراة, حيث قام بعض جماهير الناديين بتحطيم الحواجز الحديدية الفاصلة ما بين مدرجات الجماهير وملعب المباراة ومن ثم النزول لأرضية الملعب أثناء دخول لاعبي الفريقين لإجراء عمليات الإحماء وسط تواجد أمني قليل لا يتناسب مع التواجد الجماهيري للمباراة. واتخذت الجماهير بعض مقاعد رجال الإعلام والصحافة مكانا لها لمشاهدة المباراة في ظل امتلاء المدرجات المخصصة لهم بجماهير الناديين, ما دعا بعض الإعلاميين للانسحاب من ملعب المباراة ومتابعة أحداثها في أحد الأماكن الترفيهية القريبة في ظل انعدام العملية التنظيمية, في المقابل فضلت بعض الجماهير الجلوس على أسوار الملعب لمتابعة المباراة, بينما اتخذت جماهير أخرى أعمدة الإنارة مكانا لها في مظهر يؤكد غياب العملية التنظيمية لهذه المباراة. ولم تقف الجماهير عند هذا الحد من الممارسات الخاطئة، بل واصلت خروجها عن الذوق العام حينما رمت مقاعد احتياطي الفريقين بعلب المياه الفارغة وعلب المشروبات الغازية في مشهد أجبر المتابعين للمباراة بطرح أكثر من علامة استفهام عن المتسبب في دخول مثل هذه الأشياء للملاعب الرياضية على الرغم من منعها في أكثر من تعميم صدر من رعاية الشباب في وقت سابق, إضافة إلى نزول بعض الجماهير لأرضية ملعب المباراة في الحصة الثانية مما أجبر الحكم مشاري المشاري لإيقاف اللعب لمدة تزيد عن الثلاث دقائق. كما أجبر سوء التنظيم فرقة الألتراس الهلالي على متابعة المباراة من مضمار الملعب نظرا إلى امتلاء المدرجات بالجماهير الحاضرة لمتابعة الفريقين في مظهر يوحي للمتلقي بأن الكرة السعودية تعيش مرحلة بدائية، وكأن الملاعب السعودية لم تحظ في وقت سابق بتنظيم أقوى المحافل العالمية والقارية. ولم يكن حال أعضاء شرف نادي الشعلة أفضل من الجماهير, كونهم تسابقوا على الجلوس في المقاعد المخصصة لأعضاء شرف نادي الهلال في المقصورة الرئيسة لملعب المباراة دون أن يلتزموا بالتعليمات الصادرة من الرعاية العامة لرعاية الشباب والاتحاد السعودي لكرة القدم التي تنص على تقسيم مقاعد المقصورة على مسؤولي الناديين بالتساوي. وحمل مدير ملعب نادي الشعلة مبارك الدوسري الجهات الأمنية المعنية بنتظيم المباريات في المسابقات السعودية مسؤولية ما حدث, مشيرا إلى أن الحضور الأمني لم يكن بالكثيف وأنهم بالتعاون مع إدارة نادي الشعلة تمكنوا من إنقاذ الموقف بعد أن قاموا بطلب عدد إضافي من رجال الأمن. وكانت أخبار تواترت قبل بدء المباراة عن إمكانية إلغاء المواجهة بسبب ما جرى من أحداث, على أن تلعب خلال اليومين المقبلين في أحد ملاعب مدينة الرياض, إلا أن الاجتهادات التي قامت بها إدارة الشعلة ومسؤولي ملعب المباراة حسمت الأمر وساهمت في إقامة اللقاء في موعده المحدد