رعى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز في برج المملكة مساء أمس، حفل تسليم جائزة الملك خالد للفائزين بها في دورتها الثانية لهذا العام 1433ه. وكان في استقباله بمقر الحفل، أمير منطقة عسير رئيس هيئة جائزة الملك خالد الأمير فيصل بن خالد، وأعضاء هيئة الجائزة. وعبر ولي العهد في كلمته عن سروره برعاية الحفل، والاحتفاء بتسليم جائزة الملك خالد في دورتها الثانية بفروعها الأربعة للفائزين من أبناء الوطن المبارك، مؤكدا أن الجائزة تتداعى الأفكار والمعاني السامية عند ذكرها وذكر من تنتسب إليه. وقال الجائزة بامتياز تحمل اسم شخصية لها من اسمها أوفر الحظ والنصيب، شخصية جادت بعطائها ونقاء سريرتها ورعايتها لوطن الخير فجاد عليه رب الكون بحب الخلق ووافر العطاء وأسبغ على سنين حكمه ينابيع الخير والنماء، سنين مباركة من حكم مالك عادل صالح استلهم من هدي النبوة نبراسها في مسيرته، واتخذ من قول الرسول صلى الله عليه وسلم منهجا لحكمه، إذ يقول: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» خلد الله اسمه في سجل الخالدين، وأفاء عليه بأبناء بروا به من بعده وغرس فيهم مكارم الأخلاق وصفاء الأنفس، أبناء حرصوا على تخليد اسم والدهم واقترانه بأعمال نافعة يجري خيرها على وطنهم، ومن بينها هذه الجائزة وكان لهم بطيب وصدق نواياهم ما قصدوه وهي جائزة سامية بأهدافها ومقاصدها وتنوع فروعها التي شملت جوانب الإنجاز الوطني والعلوم والمشروعات الاجتماعية والتنافسية المسؤولة، وهي بذلك التنوع والتحفيز أوجدت بيئة مشجعة لشحذ الهمم وتقديم أعلى درجات العطاء الفكري والعلمي والمادي لخدمة الوطن والمواطن، كما أشعلت جذور التنافس للقيام بأعمال خيرية وإنجازات وطنية ولها دور إيجابي في دعم ومساندة جهود الدولة في هذه الجوانب المهمة». وأضاف ولي العهد «لسمو مقاصد هذه الجائزة وأهدافها، تفضل الله عليها وعلى القائمين بها بتوفيقه وجعلها تتبوأ مكانة مرموقة في المجتمع تليق بأهدافها النبيلة وبمن تشرفت بحمل اسمه ولموضوعية معايير الترشيح بنيلها، وتميزت بالمصداقية في الاختيار والحيادية والعدالة في الترشيح ولعل ترشيحها لمقام خادم الحرمين الشريفين في دورتها الأولى لنيل جائزة الإنجاز الوطني دليل على ذلك وعلى استشعارها لدورها الكبير والفاعل في مجالات عدة وعلى رأسها التعليم، كما أن ترشيحها في هذه الدورة للأمير سلطان بن عبد العزيز، رحمه الله، للفوز بالجائزة في ذات الفرع لهو تقدير مستحق لدوره الكبير في المجال الخيري والإنساني الذي بلغ الآفاق وتعدى الحدود وأسهم بشكل فاعل في تطور العمل المؤسسي الخيري والإنساني في المملكة والعالم، رحمه الله رحمة واسعة وأسبغ عليه واسع غفرانه. ولعل مما يقلل من بهجة هذا الحفل غياب صاحب الجائزة تغمده الله الواسع برحمته وأسكنه فسيح جناته، ولكن الحمد له أننا مؤمنون بقضاء الله وقدره». وفي ختام كلمته سأل ولي العهد الله تعالى لهذه الجائزة التوفيق والنجاح، وأن يسدد القائمين عليها لكل خير، وأن تكون رافدا ومعينا للدولة لتحقيق جهودها في الجوانب الخيرية والاجتماعية والتنموية. إلى ذلك، ألقى أمير منطقة عسير رئيس هيئة الجائزة الأمير فيصل بن خالد، كلمة رحب في مستهلها بالأمير نايف بن عبدالعزيز والحضور. وقال «نجتمع في هذا المساء بحضرة الأمير الذي علمنا وتعلمنا منه الوفاء والبر، نجتمع في ساعة وفاء تحت ظل الاسم الخالد الملك خالد بن عبدالعزيز، نجتمع في زهو وافتخار في خيمة وطن علمنا الاعتداد بالنفس وصعد بلقائنا وهمتنا إلى السماء، وبقي هذا الوطن لا يهتز له طرف ولا يهاب من دسائس المغرضين». وأكد الأمير فيصل بن خالد أن الجائزة في دورتها الثانية عانقت الاسم الكبير الذي كرس حياته للمنجز الوطني ومن وهب كل تفاصيل حياته وأيامها ودقائقها، للأمير سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله، منوها بمنجزات الأمير الراحل في شتى المجالات التنموية. وأضاف «إن من يمن الوفاء ومن حسن المقام والفضل أن نجتمع اليوم في جائزة الملك خالد بن عبدالعزيز، وأن نتشرف بتكريم الباقي في قلوبنا أبدا، الراحل سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله، وتحت مظلة وظلال النبيل الوفي الأمير نايف بن عبدالعزيز، فأي شرف هو ذاك الذي يجمع بجوده وفضله هذه الأسماء الثلاثة»، مبرزا دور هذه الأسماء الأعلام التي حققت تاريخ هذا الوطن، ودونت في بياض صفحاته أروع معاني الإخلاص والإنجاز. وشاهد الجميع عرضا مرئيا اشتمل على أعمال الفائزين بفروع الجائزة الأربعة، وإسهاماتهم في بناء الإنسان وتنمية المجتمع. إلى ذلك، تسلم نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلطان جائزة الملك خالد للإنجاز الوطني التي فاز بها الفقيد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، عن إنجازاته في خدمة الإنسانية والإسهام في النهوض بأفراد المجتمع ورفع مستوى الخدمات المقدّمة لهم. وأعرب عن خالص شكره وتقديره لولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز لرعايته الحفل. وقال «يشرفني أن يختار القائمون على الجائزة الفائز في فرع الإنجاز الوطني قائدي ووالدي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الغائب عن الاحتفال والحاضر في النفوس»، مشيدا بأهداف المؤسسة وأصالة رسالتها التي قال إنها ترتكز على فلسفة العمل الخيري المؤسسي والحرص على نشر ثقافته وتطويره. وأكد نائب وزير الدفاع أن الجائزة بأفرعها الأربعة تدعو للرقي بآدمية الإنسان واحترامه ورفاهية المجتمع ورخائه. وقدم شكره لمجلس أمناء مؤسسة الملك خالد بن عبدالعزيز ورئيسها وهيئة الجائزة ورئيسها على اختيار الأمير سلطان بن عبدالعزيز لجائزة الإنجاز الوطني. وأضاف يقول «أعاهد الله أن أبذل قصارى جهدي أن تظل أعمال الأمير سلطان بن عبدالعزيز ومشاريعه ماضية مزدهرة سندا للضعفاء والمحتاجين والمرضى والأرامل، وأن تظل نبع خير لهذا الوطن ولمجتمعه ولأهله الكرام». وزاد بقوله «ستظل يا سيدي يا سلطان الخير في قلوبنا حتى يوم نلقاك، ستظل توجيهاتك نبراسا لنا في حياتنا من بعدك»، منوها بالحزن العميق والأسى الذي أصاب الأمة بعد فقدها سلطان بن عبدالعزيز. وكرم الأمير نايف بن عبدالعزيز الفائزين بجائزة الملك خالد في فروعها الأربعة: الإنجاز الوطني، والعلوم الاجتماعية، والمشروعات الاجتماعية، والتنافسية المسؤولة.