أكد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لدى رعايته حفل تسليم جائزة الملك خالد للفائزين في دورتها الثانية البارحة الأولى في الرياض، أن الجائزة أوجدت بنية مشجعة لشحذ الهمم والدفع لتقديم أعلى درجات العطاء الفكري والعلمي والمادي لخدمة الوطن والمواطن، كما أشعلت جذوة التنافس للقيام بالأعمال الخيرية والإنجازات الوطنية، ولها دور إيجابي في دعم ومساندة جهود الدولة في هذه الجوانب المهمة. ورأى ولي العهد أن نيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لجائزة الإنجاز الوطني في الدورة الأولى دلالة على مكانتها المرموقة في المجتمع وأهدافها النبيلة وبمن تشرفت بحمل اسمه، وموضوعية معايير الترشيح لنيلها فقد تميزت بالمصداقية في الاختيار والحيادية والعدالة في الترشيح، إضافة إلى تقديرها واستشعارها لدوره الكبير والفعال في مجالات عدة وعلى رأسها التعليم». وقال الأمير نايف بن عبدالعزيز إن ترشيحها في هذه الدورة الثانية لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله للفوز بالجائزة لذات الفرع لهو وفاء وتقدير مستحق لدوره الكبير في المجال الخيري الإنساني الذي بلغ الآفاق وتعدى الحدود وأسهم بالشكل الفاعل في تطوير العمل المؤسسي الخيري الإنساني في المملكة والعالم، رحمه الله رحمة واسعة وأسبغ عليه واسع رحمته. وأضاف ولي العهد «ولعل مما يقلل بهجة هذا الحفل غياب صاحب الجائزة تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، ولكن الحمد لله أننا مؤمنون بقضاء الله وقدره حقاً، أسأل الله تعالى لهذه الجائزة التوفيق والنجاح، وأن يسدد القائمين عليها لكل خير، وأن تكون رافداً ومعيناً للدولة لتحقيق جهودها في الجوانب الخيرية والاجتماعية والتنموية، إنه سميع مجيب». وعبر ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء عن سروره برعاية هذه المناسبة الكريمة «التي نحتفي فيها بتسليم جائزة الملك خالد في دورتها الثانية بفروعها الأربعة للفائزين من أبناء هذا الوطن المبارك، جائزة تتداعى الأفكار والمعاني السامية عند ذكرها وذكر من تنتسب إليه، فهي من جهة جائزة تحمل اسم شخصية لها من اسمها أوفر الحظ والنصيب، شخصية جادت بعطائها ونقاء سريرتها وصدق رعايتها لوطن الخير فجاد عليها رب الكون بحب الخلق ووافر العطاء، وأسبغ على سنين حكمها ينابيع الخير وأوجه النماء». وتحدث الأمير نايف بن عبدالعزيز عن مسيرة الملك الراحل خالد بن عبدالعزيز، بالقول «سبع سنين مباركة من حكم ملك عادل صالح استلهم من هدي النبوة نبراسا لمسيرته واتخذ من قول الرسول صلى الله عليه وسلم منهجاً للحكمة إذ يقول: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فخلد الله اسمه في سجل الخالدين، وأفاء عليه بأبناء بروا بأب غرس فيهم مكارم الأخلاق وصفاء الأنفس، أبناء حرصوا على تخليد اسم والدهم واقترانه بأعمال نافعة يجري خيرها على وطنه، ومن نبتها هذه الجائزة، فكان لهم بفضل الله ثم بصدق نواياهم ما أرادوا، وهي جائزة سامية في أهدافها ومقاصدها وتنوع فروعها والتي شملت جانب الإنجاز الوطني والعلوم الاجتماعية والمشروعات الاجتماعية والتنافسية المسؤولة، وهي بذلك التنوع والتحفيز». من جهته، رحب صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير رئيس هيئة الجائزة في كلمة في الحفل، بصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز والحضور، مضيفا «نجتمع في هذا المساء بحضرة الأمير الذي علمنا وتعلمنا منه الوفاء والبر، نجتمع في ساعة وفاء تحت ظل الاسم الخالد الملك خالد بن عبدالعزيز، نجتمع في زهو وافتخار في خيمة وطن، علمنا الاعتداد بالنفس وصعد بلقائنا وهمتنا إلى السماء، وبقي هذا الوطن لا يهتز له طرف ولا يهاب من دسائس المغرضين». وأكد الأمير فيصل بن خالد أن الجائزة في دورتها الثانية عانقت الاسم الكبير الذي كرس حياته للمنجز الوطني ومن وهب كل تفاصيل حياته وأيامها ودقائقها؛ صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله. فيما أعرب صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع عن خالص شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لرعايته الحفل. وقال الأمير خالد بن سلطان «يشرفني أن يختار القائمون على الجائزة الفائز في فرع الإنجاز الوطني سيدي وقائدي ووالدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الغائب عن الاحتفال والحاضر في النفوس». وأثنى نائب وزير الدفاع على أهداف المؤسسة وأصالة رسالتها التي قال إنها ترتكز على فلسفة العمل الخيري المؤسسي والحرص على نشر ثقافته وتطويره. وأكد نائب وزير الدفاع أن الجائزة بأفرعها الأربعة تدعو للرقي بآدمية الإنسان واحترامه ورفاهية المجتمع ورخائه. وأضاف «أعاهد الله أن أبذل قصارى جهدي أن تظل أعمال الأمير سلطان بن عبدالعزيز ومشاريعه ماضية مزدهرة سندا للضعفاء والمحتاجين والمرضى والأرامل، وأن تظل نبع خير لهذا الوطن ولمجتمعه ولأهله الكرام، وستظل يا سيدي يا سلطان الخير في قلوبنا حتى يوم نلقاك، ستظل توجيهاتك نبراسا لنا في حياتنا من بعدك». وأعلن الأمين العام للجائزة الدكتور رياض العبدالكريم أسماء الفائزين في فروع جائزة الملك خالد الأربعة، وهي جائزة الإنجاز الوطني التي فاز بها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز عن إنجازاته في خدمة الإنسانية والإسهام في النهوض بأفراد المجتمع ورفع مستوى الخدمات المقدمة لهم، التي كان منها إنشاء مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية التي انبثقت عنها جملة من المشاريع الإنسانية مثل مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية التي تعد واحدة من أكبر مدن التأهيل الطبي في العالم، وبرنامج سلطان بن عبدالعزيز للاتصالات الطبية والتعليمية الذي يهدف إلى تقديم خدمات مميزة على المستوى الوطني في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات للقطاعين الصحي والتعليمي، ومركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم التقنية الذي يهدف إلى نشر مبادئ المعرفة وابتكارات العلوم والتقنية، ومؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية للإسكان، التي تهدف إلى بناء وتمليك الأسر المحتاجة مساكن نموذجية والإشراف عليها، إضافة إلى دعمه وتمويله برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمي للمنحة البحثية والمتميزة في جامعة الملك سعود، وكذلك الكراسي البحثية والبرامج والجوائز العلمية والبحثية والتطويرية في جامعات المملكة، وتأسيس جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه بجامعة الملك سعود. وأضاف الأمين العام للجائزة أن جائزة العلوم الاجتماعية فاز بها الدكتور عبدالله بن حسين الخليفة نظير جهوده في العلوم الاجتماعية والدراسات السكانية وما يتعلق بالمسوح الاجتماعية الكمية، وإسهاماته وبحوثه وكتاباته التي لها ارتباط وثيق بواقع المجتمع السعودي. ونال جائزة المشروعات الاجتماعية مركز العون للمعوقين في جدة، لدور المركز في تقديم الخدمات والرعاية الشاملة للمعوقين وتوعية أفراد المجتمع بقضايا الإعاقة والمعوقين. وذهبت جائزة التنافسية المسؤولة التي تستهدف الإنجازات والأعمال والمبادرات الاجتماعية المتميزة التي تعود بالنفع على الوطن وتسهم في الرقي بمؤسساته الاجتماعية إلى 3 شركات تعمل على تطبيق أفضل الممارسات وتتبنى البرامج الأكثر فاعلية في دعم التنمية المستدامة وهي شركة مرافق الكهرباء والمياه في الجبيل وينبع «مرافق»، والشركة الوطنية للصناعات البتروكيماوية «ناتبت»، ومستشفى الدكتور سليمان فقيه. وكرم الأمير نايف بن عبدالعزيز الفائزين بالجائزة، حيث تسلم جائزة الملك خالد للإنجاز الوطني التي فاز بها الأمير سلطان بن عبدالعزيز الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع. كما تسلم الدكتور عبدالله بن حسين الخليفة جائزة العلوم الاجتماعية، فيما تسلمت مها بنت أحمد الجفالي جائزة الملك خالد للمشروعات الاجتماعية يرافقها طفلان من المستفيدين من المركز قدما هديتين إلى ولي العهد. بينما تسلم جائزة الملك خالد للتنافسية المسؤولة التي تمنح بالشراكة مع الهيئة العامة للاستثمار ممثلو الشركات الفائزة، والمتمثلة في المركز الأول شركة مرافق الكهرباء والمياه بالجبيل وينبع (مرافق) وتسلمها الأمير خالد بن سعود بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وفي المركز الثاني الشركة الوطنية للصناعات البتروكيماوية (ناتبت) وتسلمها خالد أحمد رضا، وفي المركز الثالث مستشفى الدكتور سليمان فقيه، وتسلمها الدكتور مازن سليمان فقيه. حضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن محمد بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع، والأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم، وعدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء والفضيلة العلماء والوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وجمع من المهتمين بالمجالات الثقافية والإنسانية والخيرية. وحضر في معية ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز رئيس ديوان ولي العهد المستشار الخاص له، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن نايف بن عبدالعزيز. واستقبل لدى وصوله مقر الحفل من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن خالد بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء الجائزة، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير رئيس هيئة الجائزة وأعضاء هيئة الجائزة.