لم تذهب أول امرأة عربية حائزة على جائزة نوبل للسلام، اليمنية توكل كرمان، إلى العاصمة النرويجية أوسلو لتتسلمها وحدها مطلع الأسبوع الراهن، وإنما رافقها أحد «دكاترة» الموسيقى العربية، مواطنها الذي يحمل الجنسية الإماراتية الدكتور أحمد فتحي، بعد أن وجهت له إدارة الجائزة الدولية، دعوة رسمية عقب ترشيح كرمان له. رغم أن لتلك اللجنة اشتراطات محددة لمستوى المغني أو الموسيقي المشارك، إلا أنها أصدرت موافقتها سريعا على حضور فتحي، بعد يومين من الترشيح، وفق ما ذكر في حوار مع الموقع العربي لإذاعة «دويتشه فيله» الألمانية الاثنين الماضي. من أجل عيون «كرمان»، أنجز فتحي خلال عشرة أيام عملين موسيقيين، أحدهما يمثل الجزء الرابع من سلسلة معزوفة «الأرواح الخيرة»، والثاني نفذه خصيصا للمناسبة ولصاحبة الجائزة بعنوان «رسل السلام». سلسلة الأرواح الخيرة قدمها الموسيقي اليمني لخمس شخصيات عربية وعالمية، يعتقد أنها تمثل «أرواح خيرة»، وفقا لشرحه للأمر لموقع الإذاعة الألمانية، حينما استنكروا استمراره في سلسلة عن الأموات. فتحي قدم الجزء الأول للأم تريزا والأميرة ديانا في لندن، والثاني ليوسف شاهين في القاهرة، والثالث للرسام اليمني هاشم علمي ومواطنه الناشط أحمد جابر عفيف في صنعاء، والآن يقدم الجزء الرابع لشخصية حية وليس ميتة، وقال فتحي في هذا الإطار ل«دويتشه فيله»: «المشروع الموسيقي مفتوح للأحياء والأموات، المهم لكل من كانت روحه خيرة، ويمتاز بالصفات الطيبة». توكل كرمان استغلت المناسبة الكونية، وقالت في كلمتها بعد استلام جائزة نوبل: «أقبل جائزة نوبل باسمي واسم الشباب اليمني والعربي، الذي يقود ثورته ضد الفساد والاستبداد»، كما أعلنت عبر مقابلة مع وكالة «رويترز» السبت الماضي: «تقاعس المجتمع الدولي عن دعم الانتفاضة في اليمن، سيطول الضمير العالمي، حيث سيختار الرئيس علي عبدالله صالح الحرب الأهلية وليس التنحي». كرمان كانت محظوظة أكثر من غيرها، بقطف ثمار «الربيع العربي»، إذ كان من المنطق أن يكون الشاب التونسي محمد البوعزيزي مفجر الثورات، هو المستحق للجائزة. لو حدث ذلك، لغابت موسيقى فتحي، وكان لطفي بوشناق - مثلا - بديلا له، أو صابر الرباعي.. والله أعلم!