تتردد بين الفترة والأخرى أنباء عن شراء بعض الشعراء للقصائد وتقديمها لمطربين مشهورين بحثاً عن الصيت والسمعة، لكن تبقى هذه مجرد أخبار تفتقر للإثبات وليس هناك دليل يؤكدها، حتى اعتقد الكثيرون أنها مجرد إشاعات مغرضة. إلا أن ذلك لا ينفي وجود بعض الشواهد التي تثبت هذه الممارسات غير المقبولة ومن ذلك ما حصلت عليه "ثقافة اليوم" من وثائق تكشف عن أكبر تلاعب في الساحة الغنائية بطلها اسم شعري مشهور يقف خلف أكثر الأغاني نجاحاً هو الشاعر منصور الشادي. وتتمثل هذه الوثائق في ديوان شعري مفسوح من وزارة الثقافة والإعلام عام 1423ه مسجل باسم الشاعر إبراهيم الجنوبي ويحتوي على الكثير من القصائد التي ظهرت لاحقاً في ألبومات مطربين كبار لكن تحت اسم شاعر آخر هو منصور الشادي. ما يستدعي التساؤل: كيف يمكن لشاعرين أن يكتبا نفس القصائد حرفياً؟. وكيف تغير اسم الشاعر من إبراهيم الجنوبي عام 1423إلى منصور الشادي في السنتين الأخيرتين؟. وتشمل قائمة القصائد المأخوذة حرفياً من الديوان عدداً من الأغاني الشهيرة التي تغنى بها كبار نجوم الأغنية الخليجية والعربية وكلها باسم منصور الشادي.. وهي: (فهمتك) والتي لحنها وغناها ناصر الصالح، (الثقل صنعة) و(يا حليله) للفنانة أحلام من ألحان بديع مسعود. وكذلك أغنية (نعم نعم) و(زدّ عليه) لرابح صقر، وأغنية (أحب أنا لا - لا) من ألحان بديع مسعود وغناء رابح صقر (2005م)، وأغنية (أنا إنسانه) من ألحان الصالح وغناء الفنانة اللبنانية يارا، إضافة إلى مجموعة من القصائد والتي تغنى بها بديع مسعود في ألبومه (شياكة). كل هذه الأغاني المعروفة التي احتوتها الألبومات الأخيرة لنجوم الأغنية والتي جاءت باسم الشاعر منصور الشادي كان مصدرها واحد هو ديوان إبراهيم الجنوبي. ورغم أن هذا دليل واضح على وجود تجارة الشعر في الوسط الفني إلا أن "ثقافة اليوم" فضلت عدم الاستعجال في الحكم وذهبت إلى أطراف القضية لتستعلم عن حقيقة هذا التطابق فقامت بالاتصال على الملحن ناصر الصالح لكي يشرح موقفه من القضية خاصة أن الكثير من الأغاني المشبوهة كانت تحت إشرافه، إلا أنه لم يرد على اتصالاتنا، ومثله فعل الشاعر منصور الشادي والذي حرصنا على تواجده لكي يوضح لنا كيف جاء هذا التطابق التام بين القصائد المنشورة في ديوان إبراهيم الجنوبي وبين القصائد التي تحمل اسمه والتي تغنت بها أهم الأسماء الفنية. أما الشاعر إبراهيم الجنوبي وهو الخيط المهم في هذه القضية فقد أبدى تجاوباً جيداً مع أسئلة ثقافة اليوم كاشفاً عن بيع هذه القصائد فعلاً لمنصور الشادي ومؤكداً في الوقت ذاته أن عملية البيع لم تتم بشكل سليم وأنه تعرض للتحايل من قبل الملحن ناصر الصالح الذي كان -بحسب تأكيد الجنوبي- المهندس الحقيقي لعملية البيع. وقال الجنوبي أن أول خيوط هذه القضية قد تفجرت مع قصيدته (أنا حبيت) التي رفضت الفنانة نوال الكويتية ضمها إلى ألبومها الأخير لعدم ثقتها في مصدر القصيدة مفضلة السلامة والوضوح وذلك على الرغم من أن ناصر الصالح الذي لحن القصيدة كان قد صرح مؤكداً أنها من كلمات منصور الشادي. حينها طالب الشاعر إبراهيم الجنوبي بحقوقه الأدبية والمادية ليتم حل المشكلة بين الجنوبي ومنصور الشادي بالاتفاق على مبلغ مادي كتعويض عن طرح القصيدة باسم آخر بقيمة (100.000) ريال. وقد استلم منها الجنوبي (85.000) ريال فقط حسب قوله. هذا وكانت "ثقافة اليوم" قد انفردت في يونيو الماضي بنشر قضية أخرى ضد منصور الشادي من الشاعر المعروف خالد المريخي الذي اتهم الشادي في تصريح خاص لثقافة اليوم بسرقة عدد من قصائده وإدراجها باسمه في ألبومين للفنان رابح صقر. وهي أغنية (نجدي) و(كذا من ربي حبيته)، و(كله منهم) والتي طرحت في ألبوم (رابح2003م) وأغنية (ويعني أنت تظلمني) وأغنية (من أوله) وطرحتا في ألبوم (رابح 2005).