إذا قيل إن من حضروا كلاسيكو إسبانيا عبر قارات العالم، مع فوارق التوقيت، يكاد يتجاوز عددهم ملياري مشاهد، فليس في الأمر كذبة. يبدو بالفعل أن هذه المباراة تحديدا، تجاوزت حتى أقوى المواجهات المونديالية الشهيرة بين المنتخبات الكبرى، وأصبح من يحملون أعلام «البرشا» ويرتدون قمصانها بمختلف الشوارع عبر العالم، في مقابل من يبحثون عن ملصقات «الريال» وتفاصيله، من المعالم البارزة في هذه المدينة، أو تلك القرية، وحتى تلك الغابة النائية جنوب الاستواء أو بجوار أحد القطبين. في أثناء إدهاش أبناء كاتلونيا لمستضيفهم الشرس في «سانتياجو برنابيو» بتلك الثلاثية الصاخبة، كان أحد المقاهي بمدينة جوس النيجيرية على موعد مع تفجير قنبلتي عنف وصراع ديني، حيث كان التجمع الكبير من أجل «قمة العالم الكروية» هدفا لزارعي القنبلتين في منطقة مواجهات تقليدية بين المسلمين والمسيحيين. وبعد توقيت الإدهاش بساعات، في وقت مبكر صباح أمس «بتوقيت المملكة والخليج» تمكن السد القطري من تجاوز خصمه العربي الإفريقي «الترجي التونسي» 2/1، وبات على موعد مع برشلونة تحديدا، في نصف نهائي مونديال الأندية بمدينة ناجويا اليابانية. تواصل الظروف خدمة السد كثيرا، ليجد نفسه في مواجهة إعلامية عالمية من الطراز الأول، تجمعه مع اسم يمضغه مئات الملايين من البشر حاليا، ولعلها تأتي بصيغة شراء مؤسسة قطر الخيرية لكتابة اسمها على صدور لاعبي النادي الأشهر، بأعلى صفقة رعاية رياضية تقريبا. ويتواصل الإدهاش على الصعيد السعودي، من خلال زاوية الوصول القطري عبر «السد» إذ يتحسر الاتحاديون على تراجع فريقهم عن فرصة الوصول إلى نهائي أبطال آسيا، ولسان حالهم يقول: «ليتنا مكانهم». وبنفس القدر تأمل الشبابيون مدربهم الأورجوياني السابق خورخي فوساتي، وهو ينجح في إيصال السد لهذه المراحل، لدرجة إطلاقه تصريحات عبر وكالة الأنباء الألمانية أمس، مبديا تفاؤلا خاصا لمواجهة برشلونة بمقولة «لا يوجد مستحيل». هذه هي أوضاع برشلونة التي تحرك كل الطامحين بالاقتراب منه، بأي وسيلة، حتى لو عن طريق انفجار القنابل، أو نسيان الغرور بالطريقة التي فعلها مورينيو، هو يتجه بعد نهاية الكلاسيكو لمصافحة فيلانوفا مساعد جوارديولا، منهيا أزمة مشاجرة كأس السوبر الماضي، وجاذبا لأضواء ما بعد القمة نحو «الخاسر» ولو قليلا!