لا أدري حقيقة عن أسباب موجة الغضب العارمة التي تعيشها الجماهير النصراوية هذه الأيام؟ ولا أدري لماذا حضرت أمس لمقر النادي بأعداد كبيرة تنادي بالتغيير الإداري ؟ فهذه الحالة الطارئة لم تأتِ بهذا الشكل إلا بعد أن خسر النصر من الهلال، ولا أدري هل كان النصراويون مثلا متفائلين بالفوز في الديربي لهذا الحد الذي يجعلهم يتأخرون في إعلان حالة الغضب بكل هذه القوة؟ وقبل ذلك هل كان النصر في الأعوام العشرة الأخيرة أفضل حالا من النصر اليوم؟ وهل كانت الإدارة والأجهزة الإدارية الأخرى في النادي خلال الأعوام السابقة أفضل من رئيس وإداريي اليوم؟..هذه الأسئلة تقف وراءها إجابات ربما هي مفاتيح الحل الجذري للنصراويين بأكملهم، وعليهم أن يصارحوا أنفسهم كثيرا لكي يصلوا لهذه المفاتيح بدلا من هذا التأجيج الذي كأنه يأتي غضبا مؤقتا من انتصار هلالي لم يكن غريبا على امتداد التاريخ الرياضي.. على النصراويين أن يتحرروا من وهم «منافسة الهلال» حتى في إعلان غضبهم على الإدارة الحالية، فالغضب لا يمكن أن يكون منطقيا وواقعيا وهو يأتي بعد انتصار أزرق مستحق.. لكنه سيكون أكثر إقناعا ومنطقيا لو أنه جاء بعد حالة انكسار طبيعية يتعرض لها الفريق في بقية المباريات وأمام بقية الأندية.. أما الإصرار على ربط حالات الغضب مع نتائج ديربيات العاصمة.. فهذا دليل صريح على أن النصراويين يعانون أزمة لا يمكن الوصول معها إلى حل مثالي تتمثل في وهم المنافسة على الرغم من أن الواقع يقول إن المسافة شاسعة بينهم وبين هذا المنافس بأعوام ضوئية. ولهذا فإن الغضب الأصفر سيستمر ما دام هناك سقف عالٍ جدا للطموحات التي لا تتناسب مع الواقع.. ليس الطموحات فحسب بل سقف عالٍ في الكثير من المقارنات والروابط والاستمرار في إثارة الجدليات النصراوية – الهلالية على الرغم من أن وقتها انتهى ولن يعود سريعا. ولا أستبعد أمام هذا التصعيد الجماهيري أن يلجأ النصراويون العقلاء لاكتشاف الخلل الحقيقي ومحاولة كشفه لهذه الجماهير لكي «تريح وتستريح»، ويتم الاعتراف بأن ثمة عوامل وخصالا ارتبطت بالكيان الأصفر وفكر جماهيره يجب أن يتم اجتثاثها من أجل أن تكون النتائج سارة.. إذا ما أرادوا ذلك سريعا..!