كان المتابع النصراوي تحديداً وهو يشاهد مباراة فريقه أمام الأهلي، يشعر أن ثمة شيئاً ما يحاك لهذا الفريق من أجل إيقافه، هذه فرضية لا يمكن التسليم بها أو حتى إثباتها، لكنها راودت النصراويين في ذلك المساء الذي كادت آمالهم وتحدياتهم وطموحاتهم يُعصف بها، وعلى الفريق النصراوي ألا يفوز وإن حدث وفاز نظراً للفارق الكبير في المباراة الأولى عليه أن يخرج مثقل الجراح. هكذا كان السيناريو يطبخ، حكم لاحق كل لاعب نصراوي بمعدل بطاقة صفراء لكل خطأ عادي، حتى مسألة مطالبة الدوخي بحق فريقه بمنح لاعب الأهلي مالك معاذ بطاقة للتمثيل تحولت بقدرة الحكم إلى بطاقة للدوخي دفع ثمنها ببطاقة أخرى خرج على أثرها من الشوط الأول مطروداً ومؤسفاً عليه، حتى إن مالك معاذ نفسه طالب بمنح البطاقة الصفراء الثانية للدوخي عند ركلة الجزاء المزعومة، لكن الحكم لم يطبق قانونه عليه، وهو الطلب نفسه الذي تقدم به الدوخي، إذاً ما الفرق بين الطلبين...؟ ثم لم تمضِ إلا دقائق الثلث الأول من الشوط الثاني ويتم طرد لاعب الوسط إبراهيم غالب بالبطاقة الحمراء، دقة متناهية من هذا الحكم في إنصاف الأهلي، وقد لا يكون الأهلي المعني؟ فأخطاء كثيرة ارتكبها لاعبو الأهلي مخاشنة أو حتى تمثيل دور الضحية في أخطاء عديدة من دون أن يواجههم الحكم بقانونه نفسه، فاستفز الكرواتي كل الجماهير النصراوية، فالنصر خسر المباراة بثلاثية لكنه لم يخسر البطاقة المؤهلة إلى الدور النصف نهائي، لكنه خسر أفضل نجمين في الفريق كان يمكن بهما تقوية صفوفه لمواجهة الهلال بعد أسبوعين، فما حدث يوحي بأن ثمة أمراً غير واضح يلاحق النصر كلما قرب من تحقيق بطولة، فما حدث للنصر أمام الوصل الإماراتي يتكرر بسيناريو مشابه أمام الأهلي، فهناك استفزت الجماهير الوصلاوية النصر ولاعبيه وجماهيره باجتياحهم الملعب وضرب اللاعبين والطبيب النصراوي، وأمام الأهلي استفز الحكم الفريق ببطاقاته وطرده اثنين من لاعبيه وجعل النصر يلعب 36 دقيقة بتسعة لاعبين أمام فريق مكتمل الصفوف، وهو ما جعل الأمور تتحول إلى الفريق المنافس بنسبة لا مقارنة فيها كادت تطيح بالأمل النصراوي في الوصول إلى الدور التالي. إنها عجائب الكرة لدينا، فالفريق النصراوي ليس بهذا الضعف الفني الذي يسلم فيه النتيجة للأهلي أو لغيره من الفرق الأخرى لولا التدخل الذي حدث له، ومتأكد أن هذا شعور كل نصراوي ذلك المساء، لكن النصر وهذا واقع الحال يعاني ضعفاً إدارياً واضحاً، ففي السابق لم تكن تمر مثل هذه الأحداث من دون تسجيل موقف، فالإداريون النصراويون خرجوا بعد المباراة والابتسامة تعلو محياهم بالتأهل من دون أن يلتفتوا إلى من كان يتربص بهم، وأعود هنا للتأكيد على أن هذه قراءة لشعور الجماهير النصراوية بعيداً عن شعور الإدارة النصراوية، وبعد أسبوعين ستتأكد مسألة هذا التدخل من عدمه عندما نشاهد دربي جديد يطرح بين الأطراف المتبارية كمنافسة شريفة لا علاقة لمن هم خارج الملعب به من قريب أو من بعيد عندما تدور عجلة المباراة، فالجماهير النصراوية لم تعد تثق بإنصاف فريقها لكنها لم تعد تحتمل التجني عليه كما نشاهد الآن، فرئيس النادي الأمير فيصل بن تركي، تحدث عن الطباخين ولجان الطبخ لكنه تجاهل أن هناك من يطبخ بالقرب منه، ولعله يساير الأمور لكي لا يكثر الطبخ بذلك السوء. [email protected]