أمرت النيابة العامة في مصر، أمس الأول، بإحضار ضابط شرطة للتحقيق حول دوره المشبوه في إطلاق النار على أعين المتظاهرين، خلال اشتباكات وقعت قبل أيام في ميدان التحرير في القاهرة. وقال عادل سعيد المتحدث باسم النيابة العامة في مصر، إن «وزارة الداخلية كانت منشغلة بالأحداث الأخيرة، لكنه سيأتي في وقت قريب لاستجوابه»، في إشارة إلى المشتبه به، الملازم أول محمود صبحي الشناوي. وأضاف سعيد أن الأدلة المقدمة ضد الشناوي، تشمل أشرطة فيديو سجلها المتظاهرون ونشروها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك». ووفقا للسلطات المصرية، تلقى ما لا يقل عن خمسة متظاهرين إصابة في العين. وكان المتظاهرون أطلقوا على الشناوي لقب «صياد العيون»، ونشروا صورته واسمه ورتبته العسكرية وكتبوا تحتها «مطلوب»، وألصقوها على الجدران في عدة أماكن في ميدان التحرير. كما تم توزيع صورته في منشورات على الناس في الميدان، إلى جانب عرض مكافأة قدرها خمسة آلاف جنيه مصري «ثلاثة آلاف ريال»، لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى الشناوي. وكان الشناوي كلف بالعمل في شارع محمد محمود في القاهرة، الذي علق المتظاهرون عليه لوحة باسم «شارع عيون شهداء التحرير.. محمد محمود سابقا»، وهو «قناص تلقى تدريبا عاليا»، وفقا لما أكده الملازم أول علاء محمود المتحدث باسم وزارة الداخلية، الذي امتنع عن التعليق على الاتهامات ضد الشناوي. ويوم الخميس الماضي، ذكرت وكالة الأنباء المصرية، أن النائب العام عبدالمجيد محمود أمر «بضبط وإحضار ضابط شرطة برتبة ملازم أول ظهر في عدد من المشاهد في الفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي، وهو يطلق أعيرة الخرطوش صوب المتظاهرين السلميين». وأضافت الوكالة أن «النائب العام كلف نيابة وسط القاهرة بإجراء التحقيقات معه في ضوء البلاغات المتعددة التي تلقتها النيابة بشأن قيام ذلك الضابط بإلحاق إصابات بالغة بعدد من المشاركين في تظاهرات التحرير». على صعيد آخر، طردت السلطات المصرية، أمس، ثلاثة أمريكيين تم توقيفهم الأسبوع الماضي في ميدان التحرير أثناء التظاهرات، بحسب ما أفاد مصدر ملاحي في مطار القاهرة. ويأتي طرد الأمريكيين الثلاثة، بعد 48 ساعة من قرار اتخذه القضاء المصري بإطلاق سراحهم، مع مواصلة التحقيق في الاتهامات الموجهة إليهم، بالمشاركة في الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في ميدان التحرير. وكان تم توقيفهم في الميدان الاثنين الماضي، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، وهم يحملون زجاجات مملوءة بالوقود، إضافة إلى كاميرا للتصوير. وقالت الوكالة المصرية إنهم أكدوا بعد توقيفهم، أن الزجاجات لم تكن في حوزتهم، وإنما في حوزة اثنين من المصريين تم استدعاؤهم للتحقيق. وكانت النيابة العامة قررت الأربعاء الماضي، وضعهم قيد الحبس الاحتياطي لمدة أربعة أيام. والأمريكيون الثلاثة يدرسون في الجامعة الأمريكية في القاهرة، في إطار برنامج للتبادل الأكاديمي. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أشادت بعد قرار القضاء بإطلاق سراحهم، ب«التعامل السريع للسلطات المصرية مع هذه الحالة» .