كان إحراق الكتاب الأخضر جزءا من ثورة الشعب الليبي، فهذا الكتاب يمثل المنهج الفكري للقذافي. أما اليوم وبعد سقوط نظام العقيد، أصبح من الممكن لليبيين أن يطلعوا على الكثير من الكتب، التي كان يحظر عليهم حتى رؤيتها. ففي معرض طرابلس للكتاب، يتم عرض العديد من الكتب التي كانت محظورة بشكل كامل. وأكد أحد منظمي المعرض، أن الليبيين يخرجون من حقبة مظلمة، فتصرفات القذافي كانت نابعة من جنون العظمة التي عرفت عنه، مشيرا إلى أن بعض الكتب التي كانت محظورة «تشمل مواضيع مختلفة كالمثلية الجنسية أو حقوق الإنسان في العالم العربي، ولكن الكتب ذات الصبغة الدينية كانت الأكثر استهدافا من قبل نظام القذافي، كالكتب التي تتناول الحركات السلفية». وشمل الحظر أيضا منشورات جغرافية، مثل أحد الكتب الذي يحتوي على خرائط تفصيلية لمدينة طرابلس. أما اليوم فقد اختلف المشهد، وأصبح من الممكن أن نجد في ليبيا كتبا تتناول شخصية القذافي بشيء من التهكم والسخرية، وبعد 42 عاما من حكم النظام الدكتاتوري، يقول الناس في لييبا، إنهم «متعطشون للثقافة التي حرموا منها طويلا». ويأمل المنظمون أن يشكل معرضهم المتواضع انطلاقة لحقبة ثقافية جديدة. وعلى صعيد آخر، لا يبدي الليبيون تفاؤلا كبيرا إزاء تشكيلة الحكومة الجديدة، التي أعلنها الدكتور عبدالرحمن الكيب، لتدير البلاد بشكل مؤقت لمدة ثمانية أشهر تمهيدا لانتخاب مجلس وطني سيضع دستورا جديدا ويساهم في إعادة إعمار «ليبيا بعد القذافي». وتضم الحكومة الجديدة 24 حقيبة، منها حقيبتان للنساء، ويلاحظ أن أغلب الشخصيات التي اختارها الكيب تبدو غير معروفة بشكل كبير، وهو ما دعا البعض للتساؤل حول كفاءة الحكومة الجديدة وقدرتها على قيادة البلاد في هذه المرحلة الدقيقة. وقلل الصحفي الليبي أحمد الفيتوري، رئيس تحرير صحيفة ميادين، من أهمية الحكومة الجديدة، مشيرا إلى أنها «حكومة لتضييع الوقت ولإلهاء الناس، وليس لديها الوقت لفعل أي شيء». وتضم الحكومة الجديدة عددا كبيرا من مسؤولي الثوار، منهم القائد السابق لثوار الزنتان أسامة الجويلي «وزارة الدفاع»، فوزي عبدالعال أحد قادة ثوار مصراتة «وزارة الداخلية»، وعاشور بن خيال «وزارة الخارجية». وكان عبدالله ناكر قائد ميليشيا طرابلس وأبرز الذين أطاحوا بمعمر القذافي، حذر في وقت سابق من أن رجاله قد يطيحون بالحكومة الجديدة إذا لم تلب مطالب تمثيلهم