استهدف الثوار الليبيون إحراق الكتاب الأخضر كجزء من ثورة الشعب الليبي باعتباره يمثل المنهج الفكري للقذافي. أما اليوم وبعد سقوط نظام العقيد، أصبح من الممكن لليبيين أن يطلعوا على الكثير من الكتب التي كان يحظر عليهم حتى رؤيتها. ففي معرض طرابلس للكتاب، يتم عرض العديد من الكتب التي كانت محظورة بشكل كامل. ويؤكد عبد المنعم، وهو أحد منظمي المعرض، أن الليبيين يخرجون من حقبة مظلمة، فتصرفات القذافي كانت نابعة من جنون العظمة الذي عرف عنه. بعض الكتب التي كانت محظورة تشمل مواضيع مختلفة كحقوق الإنسان في العالم العربي، ولكن الكتب ذات الصبغة الدينية كانت الأكثر استهدافاً من قبل نظام القذافي، كالكتب التي تتناول الحركات السلفية. وقد شمل الحظر أيضاً منشورات جغرافية، مثل أحد الكتب الذي يحتوي على خرائط تفصيلية لمدينة طرابلس. أما اليوم فقد اختلف المشهد، وأصبح من الممكن أن نجد في ليبيا كتباً تتناول شخصية القذافي بشيء من التهكم والسخرية، وبعد 42 سنة من حكم النظام الدكتاتوري، يقول الناس هناك إنهم متعطشون للثقافة التي حرموا منها طويلاً. زياد، شاب يبلغ من العمر سبعة عشر عاماً، ويهتم بكتب التاريخ وخاصة تلك التي تتحدث عن تاريخ ليبيا، يقول: "لقد حرمنا القذافي من الاطلاع على تاريخ بلدنا، لم يرد لنا أن نعرف شيئاً عن رموزنا الوطنية، أراد أن يبقى في نظر الجميع بمثابة الإله أو ما شابه ذلك." ويأمل المنظمون أن يشكل معرضهم المتواضع انطلاقة لحقبة جديدة يكون العلم والثقافة فيها متاحين للجميع.