عرفت الشاشات الأمريكية والعالمية، صغيرة وكبيرة، الممثل الأسمر ويل سميث في العام 1990، وكانت البداية عبر التليفزيون من خلال برنامج اسمه «أفلام صباح السبت» ومسلسل سيت كوم عنوانه «أمير، بيل، إير». ولم يكن الشاب صاحب الملامح الزنجية العادية، الذي قدم نفسه باسمه الكامل ويلارد كريستوفر سميث، مثيرا للاهتمام كما ينبغي، مثلما حدث مع عدد من الممثلين الزنوج الذين سبقوه وأثبتوا وجودهم سينمائيا سريعا، مثل دينزل واشنطن وإيدي ميرفي وصامويل إل. جاكسون وغيرهم. لم يظهر سميث سينمائيا بشكل كامل، إلا بعد عامين من ظهوره، من خلال مشاركته في فيلم «أين سيأخذك اليوم». كما لم يعرف كنجم له بصمته، إلا من خلال فيلم «يوم الاستقلال»، الذي يصنف من أفضل أفلام الخيال العلمي في «هوليوود»، حيث نال الفيلم الذي قدم في عام 1996 جائزة الأوسكار، وحقق إيرادات تتجاوز 306 ملايين دولار في أمريكا ونحو 817 مليون دولار على مستوى العالم، أي أن الإيرادات بلغت أكثر من 1.2 مليار دولار. الفيلم الذي عرف العالم بمقدرات سميث، من خلال دور العقيد ستيف هيلر، الذي ساهم مع العالم اليهودي ديفيد ليفينسون، في تدمير سفينة غزاة فضائيين دارت حول الأرض في يوم 2 يوليو؛ أي قبل يومين من ذكرى يوم الاستقلال في أمريكا. وكان للفيلم مدلولاته بالنسبة إلى الأهداف الخفية لعدد من منتجي ومخرجي «هوليوود»، في دعم الصورة الأمريكية النمطية عالميا، وإظهار التعاطف الإسرائيلي «اليهودي» إلى جانبها، كما في وضعية وشخصية ليفينسون اليهودي في الفيلم، الذي اكتشف أن السفينة الفضائية الغريبة، تبث إشارة تنازلية للهجوم على الأرض، فيقرر الذهاب إلى الرئيس الأمريكي لتحذيره، ويكون بالتالي سببا في استنهاضه وإطلاق قراراته. كانت رسالة الفيلم واضحة، وقادرة على تأكيد العلاقات التي لا تنقطع بين أي رئيس أمريكي، أيا كان تعاطفه مع القضية الفلسطينية، مع جماعات الضغط الصهيونية في أمريكا. مشاركة سميث في الفيلم، صنفته حينذاك ضمن من يدعمون التوجه الإسرائيلي داخل أمريكا، حتى إن لم يكن راغبا، من خلال موافقته للمشاركة في سيناريو يعلم جزءا من أهدافه ضمنا. إلا أن أول فيلم حقق من خلاله الممثل الزنجي جائزة أوسكار كأفضل ممثل، شهد تداولات عدة عن إشهار إسلامه آنذاك، حينما أدّى دور الملاكم المسلم محمد علي كلاي فيلم «علي»، الذي أنتج في 2001، العام الشهير الذي لا ينساه أي أمريكي مع أحداث 11 سبتمبر. وأصر موقع «نويبوس موسولمانيس» الإلكتروني بعد شهر من أحداث 11 سبتمبر تقريبا، أن الخبر صحيح، وأن تعمقه في قصة كلاي واقترابه من الشخصية، أسهم في اقترابه من الإسلام. هناك حقيقة راهنة ترافق حياة سميث يوميا، من خلال مسكنه الفخم في بيفرلي هيلز، حيث بنى ذلك القصر وفق تراث العمارة المغربية الإسلامية، واستلهم ديكوراته الداخلية بكل شبر فيه، من ذلك التراث، وكأنه يريد أن يفصل بين معلومة إسلامه وبين تصنيفات دعم إسرائيل، ما بين الفيلم الذي أشهره، والآخر الذي منحه «الأوسكار».. فأين الحقيقة؟ .