حتى وابتسامته اللامعة «بأسنان بيضاء ساطعة مصطفة» ترتسم على وجهه، إلا أن الممثل الأميركي ويل سميث الذي وضعته أمه في أيلول (سبتمبر) من عام 1968 مازال مسكوناً بحزن كبير وخيبة أمل عريضة، فالممثل الذي بزغ نجمه باكراً مع أول ظهور تلفزيوني له من خلال مسلسل «الأبجدية» ما زال يحدوه أمل ملح بالحصول على «أوسكار» أفضل ممثل وهي الجائزة التي رشح لها مرتين، لكن في أي من المرتين لم ينادَ على اسمه ليصعد على خشبة المسرح ويلقي خطاب «الفوز». لذا يقف ويل سميث أمام خزانة تحوي 43 جائزة (نالها في مهرجانات سينمائية عالمية «متفرقة»)، مسنودة ب 60 ترشيحاً لجوائز أخرى، وهو مصاب ب «الخيبة»، فالجائزة الأهم لم تأتِ بعد. وعلى رغم أن بدايته السينمائية تأخرت لخمسة أعوام منذ ظهور الأول، إلا أن أول تجربة له عام 1995 كان حظها كبيراً في فيلم «باد بويز» بمشاركة الممثل مارتن لورنس إذ حقق الفيلم حينها إيرادات عالية ليتحصل سميث بعده على عرض للعب البطولة في فيلم «يوم الاستقلال» والذي مثل الخطوة الأهم في مشواره إذ نجح الفيلم في الوصول إلى قائمة ال 100 فيلم الأعلى إيراداً في تاريخ السينما في العالم اجمع. وعلى رغم أن الكثيرين توقعوا بأن يفقد ويل سميث قدرته على التجديد بعد أن تابعته الجماهير على مدار ستة أعوام من خلال مسلسل تلفزيوني إلا أنه ومن خلال مشاركته السينمائية نجح في ذلك، فأفلام مثل «رجال بالزي الأسود» و «عدو الدولة» و «محمد علي» و «السعي وراء السعادة» و «هيتش» وضعته في قائمة الفنانين الخمسة الأعلى أجراً في هوليوود. ولكن ويل سميث اعتبر نفسه على الدوام نجماً شاملاً وهو ما أثبته من خلال إنتاجه لخمسة ألبومات نجحت في تحقيق أرقام مبيعات عالية، إضافة إلى حصول ألبومه الأول على جائزة الأسطوانة الذهبية التي تقدمها قناة «إم تي في» وتعتبر أحد أهم الجوائز الفنية. النقاد الذي تابعوا ويل سميث طوال مشواره الفني رأوا بأن رفضه لعب البطولة في فيلم «ماتركس» غلطته الأكبر إذ حقق الفيلم نجاحاً باهراً في أجزائه الثلاثة ليصبح البصمة الأهم في تاريخ بطله كيانو ريفز. ولكن النجاح لم يكن السمة الوحيدة لحياة ويل سميث فمع بدايته عاش العديد من العثرات تمثل أهمها في إهماله لسداد التزاماته الضريبية بعد أن أنفق ما جناه من مشاركته التلفزيونية على مظاهر البذخ التي عاشها في شبابه إلا أنه تمكن من الخروج من المأزق قبل صدور الحكم بسجنه إذ سدد مديونياته الضريبية من أجره في الجزء الأخير من مسلسله التلفزيوني. واليوم يعتبر الفنان ويل سميث الأكثر طلباً في هوليوود خصوصاً وأن اسمه مدرج في 25 فيلماً ينتظر أن تنتج في الأعوام الخمسة القادمة.