نعود مجددا للزجاجة لمحاولة الخروج من العنق، دوما ما نقذف بأنفسنا في هذا الاتجاه ثم نجتهد اجتهادا منقطع النظير لكسب الفوز والخروج من هذه الفوهة الضيقة، فبعد اللقاء مع منتخب تايلاند اجتاحتنا موجة «تفاؤل» مفرطة في عناصر الأخضر بأنهم قادرون على الفوز وكسب النقاط الثلاث هذا إذا ما كنا جادين في البحث عن التأهل حتى لا نختار الطريق الصعب الذي سيقذف بنا بعيدا عن مرادنا فنحن سنلعب مع أستراليا في عقر دارها «سيدني» وهي التي فازت في الدمام بثلاثية. كنا نحتاج إلى الفوز على عمان لأننا في غنى من تلك الأعذار قبيل وأثناء وبعد المباراة، فالظفر بتلك النقاط كان السبيل الوحيد للانطلاق والبحث عن مركز متقدم يؤمن لنا أولوية التأهل دون الدخول في شبكة «الحسابات» لكننا اخترنا الطريق «الأصعب» فقد غاب «التكتيك» والتغييرات التي أجراها ريكارد لم تكن تصب في صالح «الأفضلية» كما أن «المبادرة» كانت غائبة عن عناصر الفريق ولا أنسى البطء الذي كان عليه لاعبو المنتخب السعودي «فالرتم السريع» كان سيقودنا لتهديد المرمى العماني في حين أنه لم يكن هناك سوى هجمات خجولة لمنتخبنا على مدار الشوطين في ظل غياب الجرأة أيضا. «الجمهور» كان في الموعد كعادته دائما، «الأخضر» تخلف عن الموعد كعادته أخيرا. نعم حققنا فوزا على تايلاند بثلاثية نظيفة «القصد الأهداف» أما المباراة فلم تكن نظيفة إلا لو استثنينا الثلاثي «عطيف ومعاذ والعابد» الذين مارسوا كل التصرفات الصبيانية بعيدا عن الاحترافية وأهمية «تمثيل الوطن» ثم إني لا أعرف سببا وجيها يستحق أن يكون العابد بهذه الرعونة منذ نزوله بديلا لمحمد الشلهوب فكلنا رأى ماذا كاد يفعل باللاعب التايلاندي عندما «انبرش» وكأن كرة القدم أخذت منحى آخر ك «مضاربات الشوارع» فقد تغاضى حكم المباراة عن منحه بطاقة حمراء مستحقة ولم يكتفِ بذلك بل وشارك بفعالية مع شريكيه «معاذ وعطيف» بضربة مباغتة من الخلف للاعب التايلاندي من مبدأ «الحرب خدعة». في الحقيقة كنت أتمنى أن نرى قرارا أقسى من حرمانه من المكافأة هو ومن هم على نهجه، فهؤلاء في الأخضر لا يمثلون «الألوان» بل إن الصبغة «الخضراء» هي العليا، ولكننا تفاجأنا جميعا بمشاركة عطيف أساسيا والعابد بديلا أول!. مهمة أستراليا صعبة ولكنها ليست مستحيلة. آخرا: هل سأثمر في يد الجائع خبز ، في فم الأطفال سكر.