يقدم فيلم «يا أنا يا هوه» حكاية هائمة في الفراغ دون أهداف واضحة، تقوم على صياغة مجازية تعيد عوالم الرواية ذائعة الصيت «دكتور جيكل ومستر هايد» بكل ما تحمله من إحالة وشرح للصراع بين الخير والشر داخل النفس الإنسانية، لكن بأسلوب طريف وبيئة مصرية هذه المرة. تدور أحداث الفيلم لتسرد في إطار كوميدي حياة «سعيد الحيوان» الطيب إلى درجة السذاجة غير الطبيعية، التي تحوله إلى إنسان مهان طوال الوقت من قبل الجميع بما فيهم أخته الفتاة الصغيرة «ديدي» التي تعيش معه في المنزل، ويعمل صحفيا في مجلة حيث يكتب الأبراج، ويكتب رسائل حب بلهاء منذ 20 عاما لفتاة اسمها «جميلة»، وفي المساء يتحول سعيد إلى شخص آخر، هو «حازم» رجل الليل والعصابات الشهير في مجتمع الكباريهات، الذي يتناقض مع «سعيد» في كل شيء.. من تسريحة الشعر وطريقة الملابس.. إلى الرقص وطبيعة علاقته مع فتاة أخرى تدعى «جميلة» أيضا. ولذا يقوم طبيب الفيلم وخال البطل بتشخيص هذه الحالة على أنها انفصام في الشخصية، ويقول إن العلاج سلوكي بأن يقوم «سعيد» الطيب بتقوية شخصيته على حساب «حازم» الشرس. لكن «حازم» لا يسكت إذ يحاول اختطاف حبيبة سعيد «جميلة» الأولى، ويتصادف أنها تعمل في المتحف المصري الذي سيكلف حازم بسرقة أحد تماثيله. في نفس الوقت، تشعر جميلة الثانية بالصدمة، إذ إن الخطابات المتتالية التي أرسلها سعيد الحيوان لم تكن لها، وإنما كانت إلى جميلة الأولى. ويصل الصراع بين سعيد وحازم إلى درجة مروعة، حيث يضرب بطلنا نفسه ويشتبك معها في مشهد بطريقة فيلم «نادي القتال»، بل إنه يتحول في لحظة ليتكلم بطريقة سعيد، ثم يرد على نفسه بطريقة حازم. ولأنه لا مفر من أن يواجه سعيد الشر، فإنه يتحدى زعيم العصابة الذي حرض حازم على سرقة المتحف، وتنطلق رصاصة فيسقط سعيد على الأرض لنظن أنه مات. لكنه يعود في مشهد أخير ليتزوج من الاثنتين معا: جميلة الرومانسية وجميلة العاهرة، ويتعامل معهما بوجهين: سعيد الأبله، وحازم الشرس. هذه هي البطولة المطلقة الأولى للنجم «نضال الشافعي» الذي قدم من قبل دور «سيد» في السيت كوم «تامر وشوقية» وقام ببطولة فيلم «الطريق الدائري» وكذلك هي التجربة الأولى للمخرج «تامر بسيوني» وللمؤلف «أحمد حجازي» الذي قدم سيناريو الفيلم باقتباس واضح عن فيلم «أنا ونفسي وآيرين» الذي أنتج عام 2000، وأدى بطولته «جيم كاري» و«رينيه زيلويجر». ثم أضاف بعض التفاصيل الجديدة ومصرها ببراعة، ولذا فقد جاءت الأحداث والمعالجة لتتشابه في المجمل وبتكرار حرفي لكثير من المشاهد، لكن بضعف شديد في الحوار وطريقة رسم الشخصيات وتشابك الأحداث وتسلسلها، وهو ما أربك الفيلم وأجواءه، وخصوصا في المونتاج المتوازي الذي لم يوفق فيه المخرج، وإن اعتمد على الأداء التمثيلي الرفيع الذي عرف به سابقا النجم «نضال الشافعي» الذي لم يبد أنه قد خرج عن طريقة أداء النجم الشهير «جيم كاري» لتكون المحصلة في النهاية فيلم كرتوني تهريجي يتخطى بلا منطقيته عوالم «توم وجيري».