حشر فيلم رخيص إنتاجياً أنفه بين عمالقة هوليوود في سباق شباك التذاكر الأميركي، بينما تمر السينما الأميركية بمرحلة شرسة من التنافس وتعج صالاتها بأفلام تصدى لبطولتها أكبر النجوم الأميركيين بينهم خمسة من حاملي جوائز الأوسكار في مشهد لا يتكرر كثيراً. ففيلم «نشاط خارق» الذي لم تتجاوز كلفته الإنتاجية ال15 ألف دولار لا يزال يحافظ على مركز متقدم بين الأفلام الخمسة الأكثر مبيعاً في مشهد يؤرق كبار المنتجين في هوليوود، إذ تمكن الفيلم خلال شهر واحد من العرض من جمع ما يزيد على 80 مليون دولار في أميركا فقط، على رغم أنه يصارع أفلاماً كبيرة لأبرز النجوم مثل جورج كلوني وجيمي فوكس وكيفن سبيسي. وجاء في صدارة شباك التذاكر لهذا الأسبوع فيلم «ترانيم العيد» للممثل الشهير جيم كاري العائد بعد غياب طويل، إذ تمكّن بعد أسبوع واحد من العرض في أميركا من جمع ما يزيد على 30 مليوناً، خصوصاً أنه مصنف كفيلم عائلي ومستوحى من رواية للكاتب الشهير تشارلز ديكنز، وجاء التعامل التقني مع الفيلم بشكل مميز، إذ دمجت الصور الطبيعية بالرسوم المتحركة في صورة مبتكرة أضاف لها أداء «كيري» المميز الكثير، ما مكّن الفيلم من حصد المركز الأول بشكل سريع، مبعداً فيلم «هذه هي» عن حياة مايكل جاكسون للمركز الثاني. «هذه هي» وعلى رغم تحقيقه نجاحاً كبيراً خلال الأسبوعين اللذين عرض خلالهما وتمكّنه من جمع ما يزيد على 55 مليون دولار في أميركا وحدها، إلا أن إشاعات كثيرة تحوم حوله، فكثير من مواقع الإنترنت ووسائل الأنباء الأميركية شككت في صدقية منتجيه، وأكدت استخدامهم بدائل مشابهين لمايكل جاكسون لتصوير مشاهد كثيرة من الفيلم. أما في المركز الثالث فيأتي الفيلم الأبرز على صعيد النجوم وهو «رجال يحدقون في الماعز» الذي يلعب بطولته جورج كلوني وكيفين سبيسي، الفيلم الذي تدور أحداثه حول الحرب في العراق بشكل كوميدي ساخر ينافس خارج سباق الملايين نظير القضية التي يحملها وطريقة التعاطي معها التي تسلبه صفة أفلام الشباك، وعلى رغم ذلك نجح الفيلم في أسبوعه الأول في جمع ما يزيد على 12 مليوناً في أميركا فقط. أما فيلم «الصندوق»، وهو الثاني الذي تلعب بطولته كاميرون دياز هذا العام، فلم يتمكن في أسبوعه الأول من جمع أكثر من سبعة ملايين دولار، ليتدنى في ترتيب الأفلام الأكثر مبيعاً، وهي الحال نفسها لفيلم «القانون والمواطن» الذي يلعب بطولته جيمي فوكس وجرراد بتلر الذي لم يتمكن من جمع أكثر من 6 ملايين دولار هذا الأسبوع، ليصل مجموع ما تحصل عليه خلال أكثر من شهر من العرض إلى 60 مليون دولار فقط، وهو ما خالف التوقعات التي سبقته. ولا يبدو التنافس القوي على المراكز الأولى والمداخيل الكبيرة قريباً من نهايته، إذ ينتظر أن تطرح أفلام مميزة في الأسابيع المقبلة، خصوصاً مع اقتراب العطل الرسمية في أميركا وأوروبا، أبرز تلك الأفلام «2012» الذي ينتظر عرضه الأسبوع المقبل وتدور أحداثه عن نهاية العالم التي توقعها البعض في العام الذي يحمل الفيلم اسمه، وهو من بطولة جون كيوزاك، وينتظر أن يكون الفيلم أحد أبرز إنتاجات العام نظير الحملة الدعائية التي عاشها قبل عرضه بوقت طويل.