اعتبرت محكمة أمريكية أن ما قام به قائد مجموعة من الجنود الأمريكيين من قتل مدنيين أفغان العام الماضي خيانة للشعب الأمريكي. واتهمت المحكمة قائد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا ثلاثة مدنيين أفغان بأنه «خان» الشعب الأمريكي عن طريق هذا العمل، حسبما جاء في حيثيات القرار الاتهامي الصادر عن المحكمة الميدانية في ولاية واشنطن. وحسب القرار الاتهامي، فإن الرقيب كالفين جيبس كان يقود مجموعة من خمسة جنود تم اختيارهم لإعدام مدنيين أفغان مطلع 2010 في ولاية قندهار جنوبيأفغانستان على سبيل اللهو. وقاموا أيضا بالتمثيل بالجثث كما قاموا بتصويرها. ورفض القضاة أقوال جيبس الذي أكد أن وحدته كانت تدافع عن نفسها ضد هجوم شنه أفغان خلال مقتل المدنيين الثلاثة. وجاء في الحيثيات «إنها قضية خيانة. إنها من أسوأ عمليات الخيانة». «الرقيب جيبس خان زملاءه ووحدته وعلم بلاده على صدره وكذلك مئات الآلاف المواطنين. لقد خان بلده». وتجري محاكمة جيبس «26 عاما» منذ 28 أكتوبر الماضي في قاعدة لويس- ماكشورد العسكرية جنوبي مدينة سياتل. وأقر جيبس في شهادته بأنه انتزع أصابع من الجثث، ولكنه أكد أن عملية القتل جاءت ردا على هجوم معاد. وتبلغ عقوبة الجرائم التي اتهم بها جيبس وهي القتل والاعتداء السجن مدى الحياة. وكان أحد الجنود الخمسة أكد أن قائد وحدتهم جيبس هو الذي أمرهم بقتل مدنيين أفغان عزل بشكل وحشي، وذلك في تسجيل مصور لتحقيق عسكري حصلت عليه وسائل إعلام أمريكية أخيرا. وأقر العريف جيرمي مورلوك «المحكوم عليه بالسجن 24 عاما» الذي واجه جلسة استماع عسكرية قبل المحاكمة في ولاية واشنطن في التحقيق بدوره في قتل ثلاثة مواطنين أفغان، ووصف كيف كان قائده الرقيب جيبس الذي وصفه بالمعتوه يبحث عن المدنيين ويأمر أفراد الوحدة العسكرية بقتلهم. وتسبب تجاوزات الضباط والجنود في الحروب إشكاليات كبيرة للجيوش لتأثيرها على سير المعارك والحروب وتسببها للكثير من الإحراجات. حفل التاريخ العسكري الأمريكي بمحاكمات شهيرة لعسكريين اتهموا بقتل أبرياء وعزل في الحروب التي خاضوها ومن أبرزها محاكمة الملازم وليام كالي بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل 22 قرويا في قرية ماي لاي في فيتنام في مارس 1968 عندما كان يقود سرية شارلي، حيث قدر عدد الضحايا ما بين 500-300 وقد حول الرئيس ريتشارد نكسون عقوبته إلى الإقامة الجبرية على مدى ثلاثة أعوام. وقد كانت هذه المجرة سببا رئيسا في ازدياد الرفض الشعبي الأمريكي لهذه الحرب وعدم تأييدها بشكل قاطع. وكان مئات القرويين وأقارب الضحايا والناجون أحيوا في 2008 ذكرى مذبحة ماي لاي وشاركت جماعة ماديسون كويكرز الأمريكية وهيباكوشا اليابانية التي تضم ناجين من القنبلتين النوويتين على ناجازاكي وهيروشيما في إحياء الذكرى ال40 للمذبحة التي وقعت بينما كان رجال القرية قد غادروها للعمل في الحقول في حين كان بعض النساء والأطفال يتناولون الإفطار. ولا تزال ترونج ثي لي التي نجت من المذبحة قرب برج المراقبة في القرية، حيث قتل 102 شخص في ذلك الصباح تعاني من هول تلك الذكرى الأليمة. وقالت «أخذت بعض أشجار الأرز للاختباء ورقدت على جثث الآخرين. كانت هناك خمس جثث على الأرض.. كانوا مصابين بجروح خطيرة وكان الدم في كل مكان». وقال جيفري كورن وهو مدعي عام عسكري سابق وأستاذ في قانون الحرب في كلية الحقوق جنوب تكساس «حين يواجه الجنود عدوا مجهولا يقوم باستخدام المدنيين كدروع بشرية، يجب توقع أن يشعروا بغضب واحتقان قد ينفجران في أي لحظة». مشيرا إلى أن الجنود يجدون أنفسهم غارقين في نزاع لا يميزون فيه بين المدنيين والمقاتلين، وهم تحت وقع صدمة مقتل أحد زملائهم على يد عدو مجهول، فيقتلون أبرياء وهم مدركون لذلك .