عادت ظاهرة الافتراش مجددا في المشاعر المقدسة خلال موسم حج هذا العام؛ حيث شهدت تجددا لظاهرة افتراش الحجاج المخالفين وتكدسهم في الشوارع والطرقات، ورغم الجهود الجبارة المبذولة لمنع ظاهرة الافتراش في المشاعر المقدسة إلا أن بوادر سباق الافتراش حول الجمرات بدأت من جانب الحجاج الذين يصعدون إلى مشعر منى لحجز المواقع المتميزة لهم في الطرقات المظللة وتحت الكبارى وطرق المشاة. وأكد عدد من المختصين في شؤون الحج أن نحو 70 % من الحجاج يفترشون المشاعر المقدسة، فيما أوضح عدد من الحجاج المفترشين أنهم على قناعة تامة بما يمارسون وعلى قناعة أكبر بأن الله الذي فرض عليهم الحج سييسره لهم دونما حاجة إلى خوض معمعة الحملات. يوضح المطوف أحمد بن صالح حلبي رئيس مجموعة الخدمات الميدانية رقم «1» لحجاج تركيا أن «ظاهرة الافتراش التي نعانيها جميعا في كل عام من المشاكل التي يصر عليها بعض الحجاج وخاصة في مشعر منى، وهنا لابد من توعيتهم في بلدانهم وقبل مجيئهم إلى الرحاب الطاهرة»، موضحا أن الافتراش يسبب الكثير من السلبيات من خلال مزاحمة المسلمين في الطرقات وإعاقة أداء الخدمات والإضرار بالبيئة التي تحيط بالمفترش وما حوله، إضافة إلى أن وجود المفترش في بعض المناطق قد يسبب خطورة عليه في نفس الوقت، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من هؤلاء المفترشين لا ينتسبون لأي حملة من الحملات فنجدهم يستخدمون الكباري والأنفاق وطلعات الجسور وطرق المشاة ليقضوا فيها أوقاتهم بالمجان، بل ويعرضون أنفسهم وضيوف الرحمن للخطر المحدق. ويشير نائب رئيس اللجنة الوطنية للحج بالغرف التجارية والصناعية عبدالقادر الجبرتي إلى أن الافتراش في موسم الحج من السلوكيات الخاطئة وهي تعتبر من المشاكل التي يصر عليها الحجاج غير النظاميين وغير الملتحقين بحملات الحج فتجدهم بجوار جسر الجمرات أو في أعلى الجسور وطرقات مشعر منى المقدس «نحو 70 % من حجاج بيت الله الحرام يفترشون المشاعر المقدسة، أي قرابة 800 ألف حاج وهم الحجاج الآسيويين والعرب والحجاج غير النظاميين، وهناك دراسات تعد للقضاء على هذه الظاهرة السلبية وستتلاشى في الأعوام المقبلة بإذن الله»، مضيفا أن أسعار الحملات في متناول أيدي الجميع حيث يتم تقديم خدمات متكاملة في المخيمات ووسائل النقل وغيرها من الخدمات.