كانت دموعهم وعبراتهم تسبق مشاعرهم لحظات ابتهاجهم برؤية البيت العتيق وكلهم أمل أن يصلوا إلى الأراضي الطاهرة؛ ليتمتعوا بأداء فريضة الحج غير آبهين بالمرض وكبر السن، فمنهم المقعد الذي لا يستطيع السير على الأقدام، وكبير السن الذي يعييه التعب والإرهاق وحر الشمس أثناء تنقله بين المشاعر المقدسة، ولكن الطموح والعزيمة والظفر بمغفرة الله والفرحة بالوصول إلى شرف المكان أنساهم ذلك كله. تحدثت الحاجة صوفيا هارون، 60 عاما من مصر ل«شمس» وهي تذرف دموعها فرحا بما منّ الله عليها من أداء فريضة الحج وتحقيقها لحلم العمر «كنت أربي الدواجن وأبيع منتجاتها في قريتي حتى أستطيع جمع ما يكفيني أنا وزوجي المقعد؛ لكي نقوم برحلة العمر قبل أن أغادر هذه الدنيا، فأنا مصابة بمرض مزمن، ولكني مع ذلك قلبي معلق بمكة، ولله الحمد استطعت أن أجمع ما يعينني على أداء فريضة الحج ولعل هذه الرحلة تكون آخر عهدي بهذه الدنيا». وقال الحاج معوض عبدالسلام، 95 عاما، من الجزائر «لم يكن المال الذي جمعته طيلة حياتي كافيا لأداء فريضة الحج، ولكني فوجئت بأبنائي يقدمون لي ما ينقصني من مال، وكدت أقع على الأرض من شدة فرحي، وأتمنى من الله أن يعينهم على أداء فريضتهم قبل أن يصلوا إلى مثل عمري هذا، فكبر السن يمنعك من أن تؤدي ما تريد بيسر وسهولة فلم تعد صحتي كما كانت في السابق». أما الحاجة آمنة عبدالله، 49 عاما، من السودان فذكرت أن حجتها هذه هي الأولى ومن خلالها خرجت للمرة الأولى من بلادها «سررت كثيرا بما رأيت من حولي من رعاية واهتمام جميع القطاعات التي مررت بها، وهذا يعد أكبر حافز ومشجع لنا وعامل نفسي مهم يبعث في أنفسنا الراحة والطمأنينة وأنا على يقين بأنني سوف أؤدي مناسك حجي بيسر وسهولة».