أظنه من الطبيعي جدا أن تسود حالة من التذمر تجاه الرياضة السعودية وما تعيشه في المرحلة الجارية من عدم اتزان وشتات وتشكيل لجان... وإلخ من المنغصات.. حتى أصبحنا نفرح ونسعد أيما سعادة عندما يكون هناك مساحة من الهدوء وتتوقف المنافسات في الأعياد.. ويصبح لدينا متنفس آخر غير متنفسنا السابق الذي تكالبت عليه الظروف وحولته إلى ظاهرة صوتية مزعجة.. لا يمكن أن تكون متنفسا إلا لأصحاب الشحنات السلبية والذين في قلوبهم مرض.. في السابق كنا نحزن ويسكننا الحنين الجارف لعودة منافساتنا ورياضتنا إلى الركض من جديد.. لأنها كانت ممتعة وجميلة في كل شيء.. لكن المسألة تحولت إلى العكس في هذا الزمن المتسارع الذي فقدنا فيه الكثير من المتعة... للحد الذي نتمنى فيه أن تطول الإجازة.. حتى نرتاح قليلا من هذا الصخب والإزعاج الذي أصبح سمة بارزة لرياضتنا في أعوامها الأخيرة.. ولهذا.. يجب أن نعمل من جديد على إعادتنا لكرة القدم ولبقية الرياضات الجميلة التي كان مجتمعنا يطرب لها ويسعد بالفرجة والمتابعة.. شخصيا لا تراودني في هذه اللحظات وحتى شهر من الآن وربما سنة قادمة أي مشاعر حنين واشتياق لمتابعة مباراة في دوري زين... لأنها لا يمكن أن تحقق ما تجلبه لنا المباريات العالمية من سعادة وبهجة ومتعة.. مبارياتنا هي عبارة عن أشباح يجيدون الركض فقط.. وترويع متذوقي الفن والمتعة.. أما المباريات الأخرى فإنك لن تندم على متابعتها؛ لأن فيها الكثير والكثير من الجمال واللقطات التي تستحق أن تملأ بها وقتك.. كرة القدم لدينا هي عبارة عن استخدام للقدم في الركل والركض.. ونادرا ما تجد من يجعلك تصرخ سعيدا مبتهجا.. 90 دقيقة يذهب نصفها لرميات التماس.. والنصف الآخر بين التشتيت والضياع الفني... للأسف هذا هو الواقع.. ولا يمكن أن يتغير هذا الواقع ونحن ندور في حلقة مفرغة من المدربين واللاعبين... لا يوجد أي إفراز يجتذب الدهشة.. ويمكن أن يحرك المياه الراكدة.. الكل هنا تعود على النمطية.. لذا أتمنى أن تطول الإجازة.. ويصدر قرار استثنائي غير مسبوق بتأجيل الموسم حتى إشعار آخر تحت مبرر «فشلتونا ما تعرفون تلعبون..»!