تشارك مركبتان وحيدتان لا مثيل لهما على مستوى العالم لفرق الدفاع المدني خلال موسم حج هذا العام 1432ه لرصد التلوث الإشعاعي والكيميائي، وهما مجهزتان بأحدث التقنيات لكشف عدد كبير من مخاطر التلوث. وصنعت المركبتان بناء على فكرة مقترحة مقدمة من مديرية الدفاع المدني بالتعاون مع ست شركات عالمية متخصصة في تصنيع آليات ومعدات الدفاع المدني. وزودت كل مركبة بعدد كبير من الأجهزة لرصد مواقع التلوث الكيميائي والبيولوجي والإشعاعي، حيث يمكنها الدخول إلى المواقع الملوثة بهذه المواد دون أن يشكل ذلك أدنى خطر على فريق العمل المتواجد داخلها، بسبب التقنيات المتطورة في العزل، والإغلاق المحكم لجميع منافذها، بالإضافة إلى تقنية خاصة في إدخال الهواء المفلتر والمعالج وإعادة دفعه مرة أخرى إلى الخارج. وتتكون المركبة من أربعة أجزاء داخلية، هي كابينة القيادة وقمرة التحكم والمراقبة وغرفة المرحلة الانتقالية ومختبر لإجراء عملية الكشف عن الملوثات، بالإضافة إلى أربعة أجزاء خارجية تشمل الجزء الواقع خلف كابينة القيادة والخزانات ومولدات الطاقة وتعتمد على نظام مبتكر لتوليد الطاقة من محرك العربة، بالإضافة إلى نظام فلترة الهواء. وجهزت المركبة بكاميرا يمكن التحكم فيها عن بعد لاستطلاع المواقع المحيطة بالعربة، كما يمكن توجيهها إلكترونيا عن طريق قائدها في قمرة القيادة والتحكم، بالإضافة لراصد جوي لقياس تغيرات الطقس بالخارج ودرجة الرطوبة والحرارة والضغط وسرعة الرياح واتجاهها، ونظام خاص للإنارة التلسكوبية يمكن التحكم فيه عبر قمرة القيادة، والتي تحتوي على جهاز دقيق لقياس الضغط داخل المركبة، وجهاز حاسوب متنقل يمكّن قائد المركبة من الاطلاع على جميع التفاصيل عن حالة المركبة في المنطقة التي توجد بها، وجهاز «MDS» الذي يستخدم في الكشف عن الإشعاعات النووية، ويطلق تنبيها فوريا عند قراءات محددة. وتحتوي قمرة القيادة في المركبة على شاشتين إحداهما للتحكم في جميع الأجهزة والأنظمة داخل وخارج المركبة، والأخرى موصلة ب«سيرفر» للتحكم بجميع الإعدادات لتشغيل المركبة وأداء مهامها، وشاشتين للمراقبة إحداهما موصلة بكاميرا في المقدمة وأخرى في المؤخرة. أما غرفة المرحلة الانتقالية التي تعد المنطقة الفاصلة بين المركبة من الداخل والمحيط الخارجي، وبين قمرة التحكم والمراقبة والمختبر، فتحتوي على عدة مخازن بها موقع لأسطوانات التنفس عند مباشرة فريق العمل بالمركبة مهامه في المواقع الملوثة بالمواد الخطرة، وموقع للملابس الواقية والأقنعة، ودورة مياه كيميائية ومروش ذكي للتخلص من الملوثات على ألبسة فريق العمل بشكل آلي بحسب نوع الملوثات. ويعد المختبر نواة المركبة ويضم مجموعة من أحدث تقنيات رصد وتحليل الملوثات عبر غرفة زجاجية معزولة تماما، وتتكون من منطقة لاستقبال العينات، ومنطقة للتنظيف والتحليل، وجهاز لحفظ وإتلاف العينات، وذراع آلي لأخذ العينات من المواقع الملوثة دون الحاجة للخروج من الغرفة، وجهاز الكشف عن الملوثات الكيميائية وجهاز تحليل الهواء الكيميائي