كشف مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري خلال افتتاحه لمقر قوات الطوارئ الخاصة والإسناد للدفاع المدني بالعاصمة المقدسة الاثنين الماضي عن امتلاك الدفاع المدني السعودي لمركبتين وحيدتين لا مثيل لها على مستوى العالم لأعمال رصد التلوث الإشعاعي والكيميائي, ومجهزتين بأحدث التقنيات لكشف عدد كبير من مخاطر التلوث بالمواد الإشعاعية والكيميائية. وأوضح مدير إدارة الحماية المدينة بالدفاع المدني العميد عبدالله الغشام أن السيارتين واللتين تشاركان في أعمال الحج هذا العام لأول مرة, مخصصتان للتعامل مع حوادث التسرب الإشعاعي والمواد الخطرة, وقد تم تصنيعها بالتعاون بين 6 شركات عالمية متخصصة في تصنيع آليات ومعدات الدفاع المدني بناء على فكرة مقترحة مقدمة من الدفاع المدني السعودي. وأضاف العميد الغشام أن كلاً من العربتين مزودة بعدد كبير من الأجهزة لرصد مواقع التلوث الكيميائي والبيولوجي والإشعاعي, حيث يمكنها الدخول إلى المواقع الملوثة بهذه المواد دون أن يشكل ذلك أدنى خطر على فريق العمل المتواجد داخل العربة, بسبب التقنيات المتطورة جداً في عزل داخل العربة من خارجها, والإغلاق المحكم لجميع منافذها, بالإضافة إلى تقنية خاصة في إدخال الهواء المفلتر والمعالج وإعادة دفعه مرة أخرى إلى الخارج وتتكون العربة من أربعة أجزاء داخلية, هي كابينة القيادة وغمرة التحكم والمراقبة وغرفة المرحلة الانتقالية ومختبر لإجراء عملية الكشف عن الملوثات. بالإضافة إلى أربعة أجزاء خارجية تشمل الجزء الواقع خلف كابينة القيادة والخزانات ومولدات الطاقة والتي تعتمد على نظام مبتكر لتوليد الطاقة من محرك العربة, بالإضافة إلى نظام فلترة الهواء. وأشار العميد الغشام إلى أن العربة مجهزة بكاميرا يمكن التحكم فيها عن بعد لاستطلاع المواقع المحيطة بالعربة, كما يمكن توجيهها إلكترونياً عن طريق قائد المركبة في قمرة القيادة والتحكم, بالإضافة لراصد جوي لقياس تغيرات الطقس خارج العربة ودرجة الرطوبة والحرارة والضغط وسرعة الرياح واتجاهها, ونظام خاص للإنارة التلسكوبية يمكن التحكم فيه عبر قمرة القيادة, والتي تحتوي على جهاز دقيق لقياس الضغط داخل العربة, وجهاز حاسوب متنقل يمكن قائد المركبة من الاطلاع على كافة التفاصيل عن حالة العربة في المنطقة التي توجد بها, وجهاز (MDS) والذي يستخدم في الكشف عن الإشعاعات النووية, ويطلق تنبيها فوريا عند قراءات محددة. ولفت مدير إدارة الحماية المدنية بالدفاع المدني إلى أن قمرة القيادة في كل مركبة تحتوي على شاشتين إحداهما للتحكم في جميع الأجهزة والأنظمة داخل وخارج العربة, والأخرى موصلة بسيرفر للتحكم بكافة الإعدادات لتشغيل العربة وأداء مهامها، وشاشتين للمراقبة إحداهما موصلة بكاميرا في مقدمة العربة وأخرى في مؤخرتها, أما غرفة المرحلة الانتقالية والتي تعد المنطقة الفاصلة بين العربة من الداخل والمحيط الخارجي, وبين قمرة التحكم والمراقبة والمختبر, فتحتوي على عدة مخازن بها موقع لاسطوانات التنفس عند مباشرة فريق العمل بالعربة مهامه في المواقع الملوثة بالمواد الخطرة, وموقع للملابس الواقية والأقنعة, ودورة مياه كيميائية ومروش ذكي للتخلص من الملوثات على ألبسة فريق العمل بشكل آلي بحسب نوع الملوثات. ويعد المختبر كما يؤكد العميد الغشام هو نواة المركبة ويضم مجموعة من أحدث تقنيات رصد وتحليل الملوثات عبر غرفة زجاجية معزولة تماماً, وتتكون من منطقة لاستقبال العينات, ومنطقة للتنظيف والتحليل, وجهاز لحفظ وإتلاف العينات, وذراع آلي لأخذ العينات من المواقع الملوثة دون الحاجة للخروج من الغرفة, وجهاز الكشف عن الملوثات الكيميائية وجهاز تحليل الهواء الكيميائي.