يعاني الإعلام الرياضي لدينا من التعصب وهو مشكلة كبيرة، ونحن لا نمانع الميول؛ فهذا شيء موجود، ولكن نجد أن التعصب للأندية والإدارات طغى كثيرا على تقديم مادة إعلامية جيدة للمتلقي، سواء كان إعلاما مقروءا أو مسموعا أو مشاهدا. أما بالنسبة إلى الصدقية في الطرح فأجد أن مواقع الإنترنت هي أكثر القنوات الإعلامية جرأة في النقل، وأيضا ترك المجال للجميع للتعبير، وهذا أكسبها صبغة جميلة تكمن في ترك المجال للجميع لإبداء آرائهم من دون الحجر على البقية، ولا شك أنها فرصة للتعبير عن آرائنا عبر منبر النقاش المفتوح في الصحيفة وهذا ما ننشده في المواقع الإعلامية الأخرى. وسط عائلة الأرقام يحتل الرقم عشرة مكانة عالية ومرموقة وغالية، تحسده عليها الأرقام الأخرى؛ فالرقم يتمتع بخصوصية فريدة بين جميع مظاهر النشاط الرياضي، فلا غرو إذا أن تكون كرة القدم إمبراطورية يجد فيها هذا الرقم كل الضوء والعشق والدلال. السؤال الذي يفرض نفسه هنا من هؤلاء العمالقة الذين حلقوا في سماء الشهرة بحمل هذا الرقم في ملاعب الكرة؟ بادئ ذي بدء تذكر دراسة مهمة أن كتابة رقم على فانلة اللاعب من أول القوانين التي سنت مع بداية القرن العشرين وذلك لتمكين الحكم والجمهور على حد سواء من معرفة اللاعب. وجمعينا يتذكر حينما حمل أسطورة البرازيل بيليه الرقم عشرة، وغزل به روائعه وإبداعاته الكروية فمنح نكهة خاصة للرقم بل جعله بؤرة للأضواء. وجاءت المصادفة الآن فإذا بالعديد من نجوم الكرة على امتداد العالم يحملون هذا الرقم العجيب، وهم نجوم حلقوا عاليا في سماء الكرة العالمية وربما يقف السحر الذي يحمله هذا الرقم وراء هذه الموجة من التعلق به حتى وسط الأطفال الذين يحلمون بارتدائه بعد الشهرة التي وهبها له الجوهرة السوداء وأغلى ما أنجبته ملاعب الكرة، ومع مرور الوقت فإن حمل الرقم ظل حكرا على لاعب وسط اختصاصي له مميزات خاصة. وبطبيعة الحال تبع الكثيرون تقليد بيليه ومنهم يوزيبيو البرتغالي الذي يطلق عليه بيليه الأسمر، إضافة إلى البرازيلي زيكو، والفرنسي بلاتيني وغيرهم من أساطير الكرة العالمية الموهوبين الذين كتبوا لبلادهم تاريخا كرويا بمداد من ذهب، ونجح هذا الرقم حيث احتل فانلات درر كروية تمكنت من التحليق بالكرة إلى آفاق من الشهرة لم يحلم بها أي إنسان وسيطروا بذلك على قلوب الملايين من عشاق الكرة، فقائمة هؤلاء لابد أن تبدأ بالأرجنتيني دييجو مارادونا الذي قاد بمواهبه التي لا حصر لها منتخب بلاده في مونديال 1986 للفوز بكأس العالم، وهو لا يزال يعتبر أشهر نجوم الكرة على الإطلاق. أما بالنسبة إلى اللاعب الثاني الذي نافس بيليه مع غيابه في مونديال 94 بأمريكا فهو العملاق الهولندي رود خوليت أحد القلة الذي تمكنوا بالمستوى الرفيع والموهبة النادرة من اللعب في عدة مواقع داخل الملعب بل ربما كان الوحيد وراء شهرة الكرة الهولندية. والقائمة تطول بسبب كثرة النجوم الذين تمتعوا بارتداء هذا الرقم لأن المعنيين هم زبدة الكرة العالمية. و لكن لا يزال بالجعبة بضعة أسماء مع أن شهرتهم لا تتعالى على شهرة بيليه ومارادونا، وربما خوليت. أحد هؤلاء الذين يزاحمون هذا الثلاثي المرعب هو المهاجم الإنجليزي جاري لينكر الذي اعتزل الملاعب بعد أن كتب تاريخا ناصعا للكرة الإنجليزية، وهناك أيضا الألماني لوثر ماتيوس الذي مع أنه ليس لاعبا كلاسيكيا وفيا لمهارات حامل هذا الرقم فقد قاد ألمانيا للفوز بكأس العالم عام 1990! وهناك أيضا صانع اللعب ونجم خط الوسط الكولمبي كارلوس فالديراما الذي يعتبر مايسترو الأداء ويعتبرأشهر نجوم اللعبة في خريطة الكرة العصرية. والقائمة لا تنتهي بعد؛ فهي تضم أيضا البلجيكي الموهوب إنزوشيفو وهناك أيضا الروماني جورج هاجي والروسي إيجور براتزوف، وكلاهما لاعبان على درجة عالية من الأداء والكفاءة، ونظرا إلى خطورة الرقم عشرة، وأن ساحات الكرة ليست عقيمة والرقم في انتظار وجوه جديدة جديرة بلبسه غير أن عبء حمله يظل ثقلا إذ يضع على عاتق حملته القادمين مسؤولية تنوء بحملها الجبال لكي يتواصل ذلك الأداء المبهر المشرق لهؤلاء القلة الذين ملؤوا الدنيا وشغلوا الناس ردحا من الزمن ولاتزال أضواء الشهرة تلاحقهم أينما كانوا مع اعتزالهم. وها هو ميسي يحمل اللواء رقم 10 ليواصل إبداع من سبقوه من نجوم كرة القدم العالمية مكتسحا الألقاب الواحد تلو الآخر دون كلل أو ملل.