الاحتراف الأوروبي لاشك أنه طموح كثير من اللاعبين البعيدين عن القارة الأوروبية.. حيث الشهرة والمال والمستوى الفني المتطور لكرة القدم هناك.. ولذلك فإن السن المناسبة للاحتراف في أوروبا دائما ما تكون تحت العشرين بالنظر لأن الأندية الأوروبية تتعامل مع الاحتراف بمفهوم مختلف عما هو موجود لدينا، فاللاعب يعد بمثابة السلعة التي يستفاد منها فنيا لفترة محدودة ثم استثمارها ماديا بالتنازل عنها لأندية أخرى مقابل مبالغ مادية كبيرة.. وفي كثير من الأحيان فإن اللاعب عندما يشارف على الثلاثين يكون تقريبا قد أنهى مهمته في أوروبا من حيث اللعب وبدأ في البحث عن تأمين المستقبل ماديا في مواقع ودول أخرى.. وهذا معروف ومشاهد.. ما يعني أن أي تجربة احترافية تتجاوز العشرين يكون مصيرها غالبا الفشل إلا في حالات نادرة فما بالك حين يكون اللاعب على مشارف الثلاثين من العمر، وهنا فالمسألة محسومة بأنه لا يوجد مكان لمثل هذا اللاعب في الدول المتقدمة كرويا مهما كانت موهبته أو مستواه وخصوصا حين يكون قادما من دولة مثل السعودية أو من في مستواها.. إذا الاحتراف الأوروبي هو حلم غير قابل للتحقيق بالنسبة للاعب سعودي ما لم يكن على طريقة الكباري التي عشناها هذا العام عبر أكثر من لاعب.. وتختلف هذه الكباري في طبيعتها والغرض منها.. فهناك من يريد الخلاص من ناديه بالالتفاف على النظام، وهناك من يريد الخروج بأقل الأضرار وعدم إحراج نفسه مع هذا النادي أو ذاك وهكذا... وإذا ما أردنا الوصول باللاعب السعودي نحو الاحتراف الخارجي الصحيح والمفيد فإن علينا إيقاف المبالغ الضخمة التي يتحصل عليها داخليا في سن مبكرة ودفعه للبحث عن تأمين المستقبل في أوروبا وتطوير نفسه ومستواه والتعامل مع اللعبة كمهنة.. أما خلاف ذلك فسنظل ندفع مبالغ عالية للاعبين مستواهم أقل مما هو موجود في أوروبا والدول المتقدمة لكنهم يتحصلون على نفس المردود المادي العالي!!!