يعد الدكتور صالح بن ناصر من الشخصيات الرياضية المحترمة، كما يعد من أقدم الموجودين حاليا في المسؤولية الرياضية، وله باع طويل عريض في الإدارة الرياضية، ولذلك كل ما يصدر عنه فإنني آخذه على محمل الجد كخبرة رياضية لا يوازيه أحد في المجال الرياضي، ولذلك عندما صرح في إحدى الصحف بأننا في حاجة إلى ثلاثين عاما «لنستطيع أن نعتبر أن عندنا احترافا كرويا»، هنا عدت بالذاكرة إلى ماقبل أكثر من عام أثناء مشاهدتي لمباراة في تايلاند بين فريقين من الفيلة في مباراة لكرة القدم، وعلى كل فيل رجل يقوده، والعجيب والغريب بأن هذا الفيل الضخم يركض خلف الكرة ويقذفها بتلك الرجل التي لو دهست إنسانا جعلته كالبودرة، وتتدحرج الكرة على مرمى الفريق المنافس، وظلت الفيلة تقوم بهذه المباراة بإتقان وتصويب وتهديف وركض خلف الكرة، وهنا تعجبت كثيرا لما تقوم به هذه الفيلة، واستمعت إلى المقابلة التي دارت بين مدربي الفيلة مع إحدى القنوات التلفزيونية، وكم دهشت عندما سمعت بأن تدريبها استغرق سنة واحدة فقط، وعندما صرح الدكتور صالح بن ناصر بأننا في حاجة إلى ثلاثين عاما ربطت هذه المدة الطويلة التي ربما نصل إلى مستوى الاحتراف المطلوب والمتفق مع ما هو حاصل على مستوى العالم المتقدم في مجال الاحتراف، وقارنته بتدريب الفيلة على لعبة كرة القدم فوجدت أن الفرق بيننا وبينها كبير وكبير جدا، فهي تسبقنا في الفهم والذكاء تسع وعشرين سنة، أي تختصر من الزمن الذي نحتاجه كما قال الدكتور صالح بن ناصر ، وهو خبير ومتمكن وله مصداقية في تقديراته ووجهات نظره في المجال الرياضي بصفة عامة، وقد سألت نفسي هل الفيل أذكى مني لأنه يستوعب لمدة سنة لكي يتعلم لعب الكرة، ونحن نفتقد إلى الذكاء والفهم في معرفة التعامل مع الاحتراف وثقافة الاحتراف، وربما أننا عندما وجدنا الاحتراف لم نهيئ اللاعبين ولا الأندية ولا الجمهور لكي يفرق بين الهواية والاحتراف، وكذلك الأمر بالنسبة للاعبين الذين لازالوا يعاملون من قبل إدارات الأندية كهواة باستثناء الجانب المادي كمحترفين، وإنني أتفق مع الدكتور صالح بن ناصر بأن إدارات الأندية لم تتعامل مع لاعبيها بأسلوب الاحتراف، «يقدمون له ما له ويأخذون منه ما عليه». هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن لاعبينا لم نجهزهم لأسلوب الاحتراف الذي يتحول فيه لاعب الكرة الهاوي إلى موظف كروي يراقب ويحاسب، ولعلي أذكر حالة توضح الفرق في الاحتراف الخارجي والاحتراف لدينا، وهذا أعتقد ما يعنيه الدكتور صالح بن ناصر عندما صادف حدوث مشكلة من قبل أحد نجوم كرة القدم في إحدى الأندية البريطانية، وتم تقديم اللاعب إلى المحكمة، وبرأته المحكمة، ولكن لم ينته الأمر عند هذا الحد، بل تقدم النادي بمعاقبة اللاعب، لأنه ورد في نص الحادثة بأنه كان متواجدا في منتصف الليل في أحد الملاهي، ولذلك أصدر النادي عقوبة على اللاعب لتواجده في منتصف الليل خارج منزله، لأن في ذلك ضررا على صحته وبالتالي على أدائه لمصلحة النادي الذي دفع الملايين. وهنا أقف حائرا ومتسائلا أمام الأمل في أن يمنحني المولى عز وجل الحياة والبقاء الثلاثين عاما القادمة التي قدرها الدكتور صالح بن ناصر لنصل إلى مستوى المحترفين العالميين، وإذا كان لي في العمر بقية يسعدني أن أشاهد هذا النجاح. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 221 مسافة ثم الرسالة