أكد الشاعر الغنائي علي القحطاني أن معايير الأغنية في العصر الحالي اختلفت عن الماضي، وأصبحت الأمور المادية تطغى بشكل كبير على الفن، وذكر القحطاني الذي يعتبر أحد صناع الأغنية في منتصف الثمانينات وأوائل التسعينات عبر «تسجيلات الوادي الأخضر» في الكويت أنه عاصر مراحل مهمة تسيدت فيها الأغنية الشعبية بنجومها الكبار أمثال عيسى وطاهر الأحسائي، وفهد بن سعيد وبشير شنان المشهد الغنائي، وكان حينها نجوم الأغنية السعودية الكبار يبحثون عن اللون الشعبي حتى يصلوا إلى الجمهور لافتا إلى أن استخدام المال في التعاونات الفنية أفسد الغناء والذائقة، وساعد على وجود سرقات غنائية بشكل واضح سواء من ناحية الكلمات أو الألحان منوها بأنه تعرض لسرقة عدد من قصائده وفوجئ بها في ديوان شاعر غنائي معروف وينسبها لنفسه وعددها سبع قصائد، ولولا تدخل الشاعر راشد بن جعيثن الذي أكن له الاحترام والتقدير لطالبته قانونيا «للأسف بعض هذه القصائد تم غناؤها، وأستغرب وصول بعض المنتمين للوسط الفني إلى هذه الدرجة، فهناك من يدفع مئات الألوف بحثا عن الأضواء والشهرة». وواصل كشف بعض ما يدور في الوسط الفني «هناك شاعر غنائي يدفع أرقاما عالية للفنانين بحثا عن الأضواء والشهرة وحتى يقال إنه شاعر، وعندما واجهته بهذا الأمر ذكر لي أن شراء الشعر ليس محرما وحق مشروع لكل مقتدر» مشبها الأمر في الكواليس بأنه أشبه بال«حراج الفني»، مبينا أنه أقفل الأبواب في وجوه المشترين منذ بداياته؛ لأنه توصل إلى قناعة بأنه من الصعب أن يجتمع الثراء الفاحش والشعر، ومؤلم أن يصل الأمر بالشاعر أنه يبيع أحاسيسه. وأن هناك فنانين كبارا سطوا على ألحان ملكيتها تعود إلى تسجيلات «الوادي الأخضر» دون أن يستأذنوا منه، وبعضهم فتح الأبواب لغيره من الفنانين الشباب لأخذ الإرث الفني لغيره. وأكد القحطاني أنه طوال مسيرته الفنية تعاون مع «77» فنانا من ضمنهم الفنانان عبدالله الرويشد ورباب، وكان من أنجح هذه التعاونات ما جمعه أخيرا بالفنان علي بن محمد الذي يدفع له مقابلا ماديا نظير الحصول على قصائده «ابن محمد يعطيني مقابلا ماديا وهو فنان يحترم فنه وطريقة تعامله مع الشعراء والملحنين، وهذا سبب من أسباب نجاحه»، مبينا أن قصيدة «يا قرب لندن وواشنطن وباريس» نجحت؛ لأنها لامست أحاسيس ومشاعر كثير من البسطاء وعبرت عن بعض ما يدور في داخلهم، وهي مستمدة من يومياتهم وهمومهم، ونجح فيها الفنان؛ لأنه تعود على تقديم هذه الأعمال الاجتماعية التي تلاقي صدى كبيرا لدى الناس، وعند سؤال «شمس» له هل لا تزال المسافة بينه وبينها بعيدة رد ضاحكا: «هي لا تزال بعيدة ولكنها (حذفة عصا) وقريبة جدا من أناس كثيرين»، مشددا على أن كثيرا من شعراء الفترة الحالية لا يملكون عند كتابة القصيدة روح الإحساس بالفنان أي يفصل كلماتها على مقاس فنان دون آخر فتجد شاعرا يكتب قصيدة حزينة ويعطيها لفنان ناجح في الألوان «الفرايحية» والعكس. وذكر القحطاني أو «شاعر الجزيرة» كما يحب أن يناديه متابعوه أنه ابتعد عن الإنتاج الغنائي بعد أن كان القاصي والداني في الخليج يعرف تسجيلات «الوادي الأخضر» على حد وصفه موضحا أن النسخ والقرصنة أضرت بالسوق الغنائي، وأن الجمهور قديما كان يحترم حقوق الملكية الفكرية وتجاوب مع قرار عدم النسخ والتسجيل، على عكس الوقت الحالي الذي انتشرت فيه الفضائيات والمواقع الغنائية؛ مؤكدا أن الفن الشعبي لا يزال مطلوبا على نطاق واسع وهناك أصوات فنية جميلة تستطيع أن تؤديه بشكل رائع. يعرف أن هناك عملا غنائيا سيجمعه مع الفنانة اليمنية أروى، وهناك تعاونات أخرى سيعلن عنها في حينها .