تحولت مكةالمكرمة إلى ما يشبه الكرنفال العالمي، بعدما أصبحت تنطق رسميا وبصورة مكثفة بست لغات عالمية، ولغات أخرى بصورة أقل وجودا. وتوشحت الشوارع والأزقة وواجهات الفنادق والبنايات ومساكن الحجاج وعلى أعمدة الإنارة والأرصفة هذه الأيام بأعلام الدول الإسلامية، وبعثات وحملات الحج، وتلونت الميادين العامة بألوان هذه الأعلام والشعارات التي ترفرف بها. وأصبح كل شارع يتميز عن الآخر بكتابة هذه الشعارات بعدة لغات، فهناك اللغات الأوردية والتركية والفارسية والإنجليزية والإندونيسية، بالإضافة إلى العربية، حتى توضح للحجاج مقار سكنهم. ويخاطب المعنيون بخدمة ضيوف الرحمن الحجاج بلغتهم، من خلال وضعهم اللوحات الإرشادية التي توضح مسالك الحجاج في حلهم وترحالهم لمساكنهم، أو للمواقع الإسلامية التاريخية التي يقصدونها. وتعتبر اللوحات الإرشادية السبيل الأوحد لمعرفة الأماكن التي يقصدها الحجاج في مكةالمكرمة ويرنون إليها، فتجد في الشارع الواحد تمازجا بين عدة لغات. ويقول الدكتور سعيد القرني وكيل كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى وعضو لجان التعريب بمكتب تنسيق التعريب في الرباط، إنه يوجد في العالم أكثر من 200 لغة، إلا أن وضع لافتات بست لغات مختلفة للمساعدة على توجيه الحجاج خلال مراسم الحج، يشكل للمشاهد لأهل مكة مزيجا من الثقافات، التي باتوا يفهمون جزءا منها و«يفكون رموزها».