عندما تؤنث كلمة Boy فإنك ستحصل على اسم الظاهرة التي انتشرت أخيرا عند الفتيات وهي «البوية»، هذا ما يطلق على الفتاة التي تتعمد أن تظهر كالرجال في لبسها ومشيتها وقصة شعرها وأسلوب كلامها.. يمكنك أن تلاحظهن بسهولة في المرافق التعليمية كالمدارس والجامعات، وكذلك في الأماكن الترفيهية كمدينة الألعاب.. إن للبويات أنواعا عدة فمنهن من تتقمص دور الشاب السعودي في قصة الشعر وإظهار خشونة في الصوت وحدة في النظرات، وبعضهن تأخذ دور الشاب الأمريكي فتصبغ شعرها بالأشقر وتغير التسريحة كل يوم حسب المغنيين والممثلين وتكثر من الإكسسوارات الرجالية، كثير من البويات مبتدئات في هذا المجال فتنسى الواحدة منهن أنها أخذت على عاتقها لعب دور الرجل فتأتي مرتدية الكعوب والحلقان والأساور أحيانا ثم تتدارك نفسها وتعود لمظهرها «الولادي».. هذا بالنسبة إلى أشكالهن، أما عن أخلاقهن فبعضهن تصبح «بوية» ليس انحرافا بل رغبة في لفت الأنظار والحصول على شعبية بين الفتيات، والفئة الأخرى لا يسعنا إلا قول «الله يهديهم». في ظني أن السبب في ظهور وانتشار البنات المسترجلات هو عقدة النقص لدى الفتاة السعودية، إن فكرة أفضلية الرجل على المرأة لا تزال مترسبة في أذهاننا بصمت رهيب، حيث لا تجد الفتاة معاملة راقية كما يعامل شقيقها «الأصغر منها» بل تلاحظ أنه هو من يعتمد عليه والذي يتلقى كل أنواع المديح والفخر والاعتزاز به، بينما يتم تجاهلها واستحقارها مهما بذلت من جهد.. الحل بنظرها هو التخلي عن كونها فتاة «على الأقل في مظهرها» وتبدأ في أخذ مكان الرجل بين صديقاتها وقريباتها وهذا يعوض في نفسها النقص الذي تعيشه. بغض النظر عن دور الأهل الكبير في التسبب بانتشار هذه الظاهرة نلاحظ تجاهلا من قبل المتخصصين في علم النفس السلوكي والتربوي، حيث لم يأخذوا على عاتقهم دراسة هذه الحالات ومعالجتها ومحاولة فهمها ووضع الحلول والعلاجات. إن الفتاة المسترجلة تريد أن تصنع شيئا يثبت نفسها ومكانتها، لكن الطريقة التي قررت فيها إبراز نفسها مدمرة تماما، إن المنظومة التي يتعامل فيها المجتمع مع المرأة تتسبب بصناعة المسترجلات.. أتمنى حقا أن نلتفت لهذه الفئة ونغير من نظرتنا لهن والتي تتضمن الكره والاستحقار، ونفهم أنهن ضحايا لا أكثر.