توالي الانتقادات على ياسر القحطاني دون غيره من المهاجمين في المنتخب السعودي يطرح عديدا من علامات الاستفهام، حول الأسباب التي تجعل البعض يحمل ياسر دون غيره حالة العقم الهجومي في المنتخب وتسجيله هدفا واحدا جاء من ركلة جزاء في مبارياته الثلاث الأخيرة بالتصفيات الآسيوية..الغريب في الأمر هنا ليس انتقاد ياسر لأنه بالفعل لا يقدم المستوى المطلوب منه بشكل عام وحاسته التهديفية غائبة عنه، بل في الذين استلموا ياسر وأشبعوه انتقادا، تاركين غيره من المهاجمين، وكأن في الأمر «استقصادا»، ويبدو أن هؤلاء كانوا يتحرون الفرصة لإطلاق سهامهم تجاه ياسر، تحت عذر «المصلحة العامة» وأن المنتخب أكبر من أي لاعب.وبشكل عام، مشكلة الكرة السعودية الهجومية عامة لا يمكن حصرها في لاعب أو اثنين، أو أن يتم انتقاد لاعب هبط مستواه واعتباره المتسبب في كل شيء، لأننا بتلك الطريقة سنكون قد اعترفنا بشكل أو بآخر أننا لا نملك مهاجما كفئا لقيادة «الأخضر» وربما أن ما يعانيه ياسر حاليا من تحميله كل مسببات العقم الهجومي عائد إلى ما كان يقدمه من مستويات واعتياد الجميع على الأداء الرفيع الذي كان يقدمه، ولكن غالب من انتقده نسي أو تناسى تلك الجزئية، وبدأ يظهر كل سلبياته، وهنا تظهر نقطة الاختلاف الثانية وهي محاولة إنكار ما كان يقدمه.وطالما كانت المشكلة الهجومية عامة ولا يوجد مهاجم قادر على كسب ثقة الجماهير بصورة كاملة باستثناء نايف هزازي المجتهد، حتى إن حاول البعض ذكر عكس ذلك، أتمنى من ريكارد التفكير في حلول أخرى من خلال تفعيل أدوار لاعبي الوسط.ولو ألقينا نظرة إلى أبرز الفرق الناجحة حاليا، نشاهد أن سبب قوتها عائد إلى امتلاكها لاعبين مميزين على الأطراف بالإضافة إلى خط وسط فعال يستطيع التوغل إلى منطقة الجزاء وأن يكون دوره مكملا للاعب الهجوم خصوصا في الكرات العرضية.وبالنسبة للمنتخب، فإن هناك أسماء مميزة جدا تستطيع القيام بمهمة التوغل من الأطراف مثل عبدالعزيز الدوسري ويحيى الشهري، أما لاعبو الوسط فقد تكون المهمة أصعب بالنسبة إلى ريكارد؛ لأنها بحاجة لدوره كمدرب، فكثير من متوسطي الميدان لديهم نزعة هجومية مميزة ولكن لا يتم استغلالها بالشكل المطلوب كما هو الحال مع تيسير الجاسم على سبيل المثال.